Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اضطراب الشخصية المازوخية

اضطراب الشخصية المازوخية (الشخصية الانهزامية)

نسمع كثيراً بمصطلح المازوخية، لكن يبقى الأمر مبهماً نوعاً ما، حيث إنه تم إدراج اضطراب الشخصية المازوخية كاضطراب نفسي في الدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية، ثم تم إزالته ولم يعد يعترف به كاضطراب قائم بذاته.

 

اضطراب الشخصية المازوخية

اضطراب الشخصية المازوخية (Masochistic Personality Disorder) أو اضطراب الشخصية الانهزامية (Self-defeating Personality Disorder)، هو حالة نفسية يتصف الشخص فيها بحاجته الملحة لإرضاء الآخرين، والسلوك المفرط في انهزام الذات، مما يترتب عليه إلحاق الأذى والإذلال بالنفس.

 

ارتباط اضطراب الشخصية المازوخية بالمازوخية الجنسية

قد يظن البعض أن المازوخية هي فقط في الأمور الجنسية، إلا أنها في كثير من الأحيان لا دخل للأمور الجنسية بالاضطراب، حيث إنها تتمثل فقط بالآلام العاطفية والجسدية والشعور بالإذلال.

 

جذور اضطراب الشخصية المازوخية

عند البحث في أصول اضطراب الشخصية المازوخية، يتم ملاحظة تعمق الأمر منذ الطفولة، حيث يحصل في الحالات التالي:

    • عندما يتحمل الطفل مسؤوليات تخص الكبار، ويجب عليه القيام بها وإلا فإنه يتصف بالأنانية وعدم التعاون، ومن هنا تنمو أهمية احتياجات الآخرين على الاحتياجات الشخصية.
    • وجود آباء صارمين في التربية يحبون التحكم بأطفالهم بشكل لافت للانتباه.

     

    تطور اضطراب الشخصية المازوخية

    بسبب الضغوط المترتبة على الأطفال من الصغر، ينمو الشخص وهو يتصف بالعند والعدوانية، حيث يحمل بداخله الكثير من الكره والضغينة لمن حوله والرغبة بالانتقام، لكنه لا يرى نفسه قادراً على ذلك، مما يؤثر على حالته النفسية.

     

    رضا المازوخي عن نفسه

    على الرغم من أن المازوخي يستمتع بإرضاء الآخرين والتضحية من أجلهم، إلا أنه يشعر بالضيق من إهماله لذاته، حيث إن التجارب الحياتية المتراكمة من عدم الرضا عن النفس تكون مثيرة للقلق على الصعيد الذاتي، وينتج عنه:

     

    سلوكيات المازوخي 

    تم الاتفاق على أن السلوك يمكن أن يتصف بالمازوخية في الحالات التالية:

      • عند قيام الشخص بالاختيار المتكرر للعودة إلى المواقف التي تسبب له الألم والشعور بالفشل.
      • رفض الشخص قبول مساعدة الآخرين له.
      • تصرف الشخص بطريقة مفرطة في التضحية بنفسه مقابل الآخرين.
      • شعور الشخص بالاكتئاب عند تعرضه للمواقف الإيجابية.
      • الابتعاد عن العلاقات التي قد تقدم الدعم أو الصداقة الخالصة.
      يميل المازوخي لاختيار الأشخاص والظروف التي تؤدي بشكل متوقع إلى الفشل وخيبة الأمل وسوء المعاملة.
       

      صفات الشخص المازوخي

      يتصف الشخص المازوخي بمجموعة من الصفات، يمكن من خلالها تميزه عن غيره، ومن هذه الصفات:

        • في سبيل تحقيق الذات، يقوم الشخص بالعمل أكثر من طاقته وبطريقة منهكة.
        • على الرغم من شعور الشخص بالإهانة، إلا أنه لا يبديها أبداً ويتركها في داخله دائماً.
        • يشعر الشخص بأنه غير محبوب أو مقبول من الآخرين، لذلك عليه الاجتهاد بشكل أكبر للوصول إلى الغاية.
        • ينتقد الشخص نفسه في كل الأمور التي يقوم بها، ويحث نفسه على القيام بالمزيد من الأعمال.
        • يظهر الشخص بجسد قوي، ويتضح عليه علامات لدفاعه الدائم عن نفسه خلال مرحلة طفولته.
        • لا يمكن للشخص المازوخي قول لا نهائياً، بل يحاول بكل الطرق إرضاء الآخرين.
        • يشتعل المازوخي غضباً في داخله لشعوره بالعجز من رفض مطالب الآخرين.
        • دائماً ما يكون المازوخي حاقداً على طبيعة حياته، لكنه لا يسعى إلى إصلاحها بأي طريقة كانت، ويرفض جاهداً محاولات الآخرين للمساعدة في تحسين وضعه.
        • ينجذب الشخص إلى العلاقات التي تشعره بالإذلال والعار.
        • يشعر المازوخي بتحقيق الذات عندما يشعر بالألم من الآخرين.
        • غالباً ما يشعر الشخص المازوخي باليأس من المستقبل.
        • لا يمكن للشخص المازوخي الاستمتاع دون أن يشعر بالذنب من تمكنه الاستمتاع، كما أنه يحاول تجنب المواقف الإيجابية قدر الإمكان.

         

        الفرق بين المازوخي والمتطوع

        على الرغم من أنه في كلتا الحالتين يتم تقديم الخدمات للآخرين، إلا أن الفرق يكمن في:

          • المتطوع: لا يرى نفسه مجبراً على تقديم الخدمة، بل قام بها من تلقاء نفسه، كما أن الخدمة غالباً ما يكون لها حدود يتم التوقف عندها.
          • المازوخي: يرى المازوخي نفسه مجبراً على خدمة الآخرين، بل لا يوجد خيار آخر لديه، كما أنه يقدم أكثر مما تتطلبه الخدمة منه.

           

          علاج اضطراب الشخصية المازوخية

          على الرغم من أن سلوكيات المازوخي غالباً ما تكون سلوكيات مكتسبة تم تعلمها من التجارب الحياتية، وبذلك يمكن تغيير هذه السلوكيات بتعلم سلوكيات أكثر صحة، إلا أن المعالج في معظم الحالات يجد تحدياً من الشخص لتغيير الأفكار المتكونة لديه، لذلك يمكن علاج هذا الاضطراب من خلال:

            • اتخاذ إجراءات شخصية أكثر دقة، بحيث يتم الاهتمام بكيان الشخص، وإظهار أن لديه ما يقدمه أكثر من التضحية.
            • تمكين الشخص من التمييز بين متى عليه المساعدة ومتى يمكنه المساعدة.
            • تعريف الشخص بكيفية وضع اهتماماته واحتياجاته في الأولوية.
            • في حالة الأطفال، يجب التحدث من الخدمات المجتمعية العائلية للمساهمة في علاج الطفل، بالإضافة إلى تغيير اعتقاد الطفل بشأن دوره في الحياة.

             

            مضاعفات اضطراب الشخصية المازوخية

            قد يظن الشخص أن الأمر بسيط ولا يحتاج إلى العلاج، إلا أنه في حال عدم علاج اضطراب الشخصية المازوخية فقد تكون هناك مضاعفات خطيرة على حياة الشخص، حيث يمكن:

              • أن يصبح الشخص منهكاً من الخدمات التي يقدمها للآخرين، ويكون على دراية بالأمر إلا أنه لا يتوقف عن هذه السلوكيات.
              • قد يصاب الشخص بالإضافة إلى هذا الاضطراب وكنتيجة له بالاكتئاب والقلق المزمن والدخول في نوبات من الغضب واضطرابات نفسية أخرى.
              • قد تتولد لدى الشخص أفكار انتحارية للتخلص من التناقض الذي يعانيه داخلياً.
              • الاشتباه والشك بالأشخاص الذين يعاملون المازوخي بطريقة جيدة، حيث إنه ينكر تقديره من قبل الآخرين.

              على الرغم من قدرة الشخص على الاستمتاع بالحياة وامتلاكه المهارات المطلوبة، إلا أنه يحاول بكل الطرق تجنب التجارب الممتعة أو إلغاءها بشكل كامل.

               

              كلمة من عرب ثيرابي

              على الرغم من اعتبار المازوخية اضطراباً معترفاً به في النسخة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، إلا أنه تم إزالته من الدليل في نسخته الخامسة، حيث يوجد جدل حول ذلك كما يلي:

                • عند إزالتها، قال العلماء أن المازوخية هي عارض من أعراض إساءة المعاملة، لذلك لا يمكن اعتبارها اضطراباً قائماً بذاته.
                • يحاول العلماء إرجاعها إلى الدليل، بعد ملاحظة ظهور أعراضها لدى أشخاص لم يتم تعرضهم لإساءة المعاملة خلال سنوات حياتهم.
                • إذا كانت لديك مخاوف بشأن سمات الشخصية المازوخية ضع في اعتبارك التواصل مع معالجي عرب ثيرابي لمناقشة أعراضك، والحصول على المساعدة اللازمة.