Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اضطراب طيف التوحد: أعراضه وطرق علاجه

اضطراب طيف التوحد: أعراضه وطرق علاجه

لا يُعتبر اضطراب طيف التوحد (ASD) مرضًا على الإطلاق؛ بل هو حالة تجعل عقل الشخص يعمل بطريقة مختلفة عن الآخرين، وهي حالة يولد بها الشخص وتبقى ملازمة له طوال حياته.

 

اضطراب طيف التوحد

هو حالة نمو معقدة يترتب عليها تحديات كبيرة مع التواصل الاجتماعي، والاهتمامات المقيدة، والسلوك المقيد، وعلى الرغم من كونها حالة تصاحب الشخص مدى الحياة ولكن شدتها تختلف بين الأفراد.

 

أعراض اضطراب طيف التوحد

يؤثر اضطراب طيف التوحد على التواصل الاجتماعي للشخص، وعلى سلوكياته، وتظهر أعراضه على النحو التالي:

مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي

من أعراض اضطراب طيف التوحد التي تؤثر على مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي:

  • قلة التواصل مع الآخرين.
  • صعوبة تقدير مشاعرهم الخاصة أو مشاعر الآخرين.
  • عدم القدرة على المحافظة على التواصل البصري.
  • عدم الكفاءة في استخدام الإيماءات غير اللفظية، أو الاستجابة لها، مثل التلويح.
  • التحدث بتكلّف أو كأن الكلام مكتوب ويتم إلقاؤه.
  • تفسير الأفكار حرفيًا بصورة مجردة.
  • صعوبة تكوين صداقات أو الاحتفاظ بها.
  • تأخر مهارات الكلام أو اللغة.
  • صوت مسطح كأن آلي يتحدث، أو التحدث كالغناء.
  • تكرار نفس العبارة مرارًا وتكرارًا.
  • مشاكل في استخدام الضمائر بطريقة صحيحة.
  • عدم القدرة على البقاء في الموضوع عند التحدث أو الإجابة على الأسئلة.
  • فقدان القدرة على تمييز الضحك أو السخرية.
  • مواجهة مشكلة في التعبير عن الاحتياجات والعواطف.
  • قلة فهم لغة الجسد أو الإشارات التي تصدر منها.

السلوكيات المتكررة والاهتمامات المقيدة 

من أعراض التوحد التي تؤثر على السلوكيات المتكررة والاهتمامات المقيدة:

  • عدم مرونة السلوك.
  • صعوبة كبيرة في التكيف مع التغيير.
  • التركيز على المواضيع التي يختص بها أو استبعاد الأخرى.
  • التوقع من الآخرين الاهتمام بنفس المواضيع التي يهتم بها الشخص.
  • مواجهة صعوبة في تحمل التغييرات الروتينية والتجارب الجديدة.
  • الحساسية الحسية المبالغ بها مثل النفور من الضوضاء.
  • الحركات النمطية مثل الخفقان اليدوي أو التأرجح، والقفز، والدوران.
  • ترتيب الأشياء بطريقة معينة، وغالبًا ما يكون ذلك أثناء اللعب.
  • الحركة السريعة المستمرة.
  • التمسك في روتين محدد والانزعاج عند تغيير أي شيء صغير به.
  • عدم القدرة على التخيل أو تقليد سلوكيات الآخرين.
  • امتلاك عادات أكل مزعجة.
  • انعدام التناسق، ويكون الشخص كالأخرق.
  • الاندفاعية أو التصرف بدون تفكير.
  • السلوك العدواني مع النفس أو الآخرين.
  • يتشتت انتباهه بسهولة.

يمتلك الأشخاص المصابون بالتوحد أشياء يجيدونها بالإضافة إلى أشياء يواجهون صعوبة في تحقيقها.

علامات التوحد عند الأطفال الرضع

إذا كان الطفل يُعاني من اضطراب طيف التوحد غالبًا ما تظهر عليه هذه الأعراض من عمر 8-10 أشهر:

  • عدم استجابة الطفل لاسمه حتى يبلغ عمره عام واحد.
  • قلة الاهتمام في اللعب مع الآخرين، أو التحدث إليهم، أو مشاركة الألعاب.
  • يُفضل الطفل أن يبقى بمفرده.
  • رفض الاتصال الجسدي مثل العناق.
  • تجنب التواصل بالعين.
  • لا يُحب الطفل أن يشعر بالراحة عندما يكون مستاء.
  • عدم فهم مشاعرهم الخاصة أو مشاعر الآخرين.
  • رفض مد الذراعين حتى يتم حمله أو إرشاده بالمشي.

 

أسباب اضطراب طيف التوحد 

لا يوجد سبب واحد مؤكد للإصابة باضطراب التوحد، نظرًا لأنه معقد، وأعراضه وشدته تختلف من شخص لآخر. ولكن يعتقد أن أسبابه قد تكون واحدة من الآتي:

العوامل الوراثية

تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في اضطراب طيف التوحد؛ حيث أنها تزيد من مخاطر الإصابة بالتوحد، وذلك على النحو التالي:

  • إصابة أحد الوالدين أو الأخوة والأخوات تزيد من احتمالية الإصابة بالتوحد، ولكن ليس قاعدة ثابتة.
  • الإصابة بأحد الاضطرابات الوراثية مثل متلازمة داون، ومتلازمة الصبغي (الكروموسوم X الهش).
  • تناول المرأة قبل الحمل مباشرة المسكنات الأفيونية.
  • التغيرات الجينية (الطفرات) الموروثة أو التي تحدث بشكل مفاجئ.
  • تأثير الجينات على خلايا الدماغ وتطور الدماغ.

العوامل البيئية 

يدرس الباحثون حاليًا تأثير بعض العوامل البيئية على الإصابة بالتوحد، وذلك مثل العدوى الفيروسية، والأدوية، ومضاعفات الحمل، والملوثات، وتزيد احتمالية الإصابة بالتوحد في الحالات التالية:

  • الذكور أكثر احتمال للإصابة باضطراب طيف التوحد من الإناث.
  • الولادة المبكرة قبل اكتمال الحمل، وتحديدًا قبل مرور 26 أسبوعًا على الحمل.
  • تقدم العمر لأحد الوالدين.

 

علاج اضطراب طيف التوحد

جميع طرق علاج التوحد تسعى إلى تقليل الأعراض التي تؤثر سلبًا على حياة الشخص أو نوعية حياته، ويتم استخدام أحد العلاجات التالية:

علاج سلوكي 

يركز العلاج السلوكي على تغيير السلوكيات من خلال فهم ما يحدث قبل وبعد السلوك، ويتم استخدامها على نطاق واسع في علاج أعراض التوحد، والعلاج السلوكي للتوحد يُسمى تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، الذي يشجع السلوكيات المرغوبة ويثبط السلوكيات غير المرغوب بها، ويتم ذلك بأحد الأساليب التالية:

  • التدريب التجريبي المنفصل (DTT).
  • التدريب على الاستجابة المحورية (PRT).

العلاج التنموي

يركز العلاج التنموي على تحسين مهارات محددة عند الشخص مثل المهارات اللغوية، أو الجسدية، أو كلاهما، والأكثر شيوعًا هو علاج النطق واللغة الذي يعلم الشخص استخدام الكلام واللغة، وتحسين فهمه، والعلاج الوظيفي الذي يعتمد على تعليم الشخص المهارات التي تساعده على العيش بشكل مستقل.

العلاج التعليمي

العلاجات التعليمية يتم تقديمها في بيئة الفصول الدراسية، وذلك مثل علاج وتعليم الأطفال المصابين بالتوحد والمعوقين ذوي الصلة بالتواصل (TEACCH)، والذي يعتمد على تعزيز مهارات المصابين بالتوحد عن طريق الاتساق والتعلم البصري لتحسين نتائجهم الأكاديمية.

العلاقات الاجتماعية 

التي تعمل على تحسين المهارات الاجتماعية وبناء الروابط العاطفية، وذلك مثل:

  • النموذج التنموي: الذي يعمل على تشجيع الفروقات الفردية.
  • نموذج تدخل تطوير العلاقة: يركز على القيام بأنشطة تزيد من الحافز والاهتمامات عند الشخص.
  • القصص الاجتماعية: التي تقدم وصف بسيط لما يمكن حصوله في المواقف الاجتماعية.

علاجات أخرى

يتم علاج اضطراب طيف التوحد بطرق أخرى، ومنها:

  • الأدوية: التي تُساعد في علاج بعض الأعراض المصاحبة.
  • العلاج النفسي: الذي يساعد الأشخاص على التعامل مع القلق والاكتئاب مثل العلاج السلوكي المعرفي.
  • علاجات بديلة وتكميلية: وذلك مثل الأعشاب، والأنظمة الغذائية، والعلاج بالفنون، والحيوانات الداعمة.

التوحد ليس حالة طبية يمكن الشفاء منها. ولكن بعض الأشخاص يحتاجون إلى الدعم لمساعدتهم في أشياء معينة.

 

الوقاية من اضطراب طيف التوحد

لا يوجد أي وسيلة لمنع الإصابة بالتوحد، ولكن يوجد طرق كثيرة للتأقلم والعلاج، وكلما كان العلاج في وقت أبكر كلما كان تأثيره أفضل على السلوكيات، والمهارات، وتطوير اللغة. 

 

حالات مصاحبة لاضطراب طيف التوحد

غالبًا ما يُعاني المصاب بالتوحد بأحد الحالات التالية:

  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
  • عسر القراءة.
  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • الصرع.

 

تشخيص اضطراب طيف التوحد 

يُمكن أن تظهر أعراض اضطراب طيف التوحد مبكرًا عندما يكون الطفل رضيعًا، ويتم تمييزها من قبل الآباء أو الأطباء، إلا أنه عادةً ما تكون الأعراض أكثر وضوحًا بعد أن يبلغ الطفل سنتين أو 3 سنوات، وفي بعض الأحيان لا يكون الضعف الوظيفي ظاهرًا حتى يبدأ الطفل المدرسة، ويجب التوجه إلى الطبيب أو أخصائي لتشخيص الطفل بطريقة صحيحة وموثوقة.

 

متى يجب الحصول على المساعدة؟

يُنصح بزيارة الطبيب إذا لم يظهر عند الطفل أي من الأمور التالية، أو قام بها ومن ثم فقدها:

  • الابتسام بحلول عمر 6 شهور.
  • تقليد الأصوات وتعابير الوجه مع عمر 9 شهور.
  • الثرثرة أو محاولة التحدث عندما يبلغ من العمر عام واحد.
  • الإيماءات قبل عمر 14 شهرًا.
  • التحدث بكلمات فردية عندما يبلغ 16 شهرًا.
  • لعب ألعاب التخيل والتظاهر في عمر 18 شهر (سنة ونصف).
  • استخدام عبارات تتكون من كلمتين أو أكثر في عمر 24 شهر (سنتين).

 

كلمة من عرب ثيرابي

أن تكون أحد والدين الطفل المصاب بالتوحد يعد أمراً غاية في الصعوبة، لذلك يجب تقديم الدعم النفسي بطرق مختلفة للتمكن من الاستمرار في رعاية هذا الطفل. حيث يتم ذلك خلال التركيز على بعض الأمور التي يراها الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي غاية في الأهمية، ومنها:

  • دعوة الوالدين وطفلهما المصاب بالتوحد إلى مختلف النشاطات الاجتماعي ودمجهم مع البيئة المحيطة.
  • عدم الحكم على والدي طفل التوحد ومدى قدرتهما الاعتناء بالطفل.
  • الحصول على المزيد من المعلومات عن اضطراب طيف التوحد.
  • استحقاق الثقة التي يكنها الوالدين في حال الإسرار ببعض الخفايا أو الأسرار وعدم القيام بإفشائها للآخرين.
  • مقابلة وصمة العار التي قد يشعر بها الوالدين من خلال الدفاع عن أطفال التوحد.
  • تسجيع الوالدين على الحصول على الاستشارة النفسية أو المساعدة المتخصصة للتمكن من تجاوز المشاعر السلبية المحتملة.