Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
اكتئاب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة

كثيرًا ما نسمع عن اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو اضطراب الكرب، وهو اضطراب قلق ينتج من تعرض الشخص لأحداث مخيفة، أو مرهقة، أو مؤلمة في حياته، ويوجد منه أنواع مختلفة، كما يمكن علاجه بطرق متنوعة.

 

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

غالبًا ما يعاني الشخص باضطراب الكرب من الكوابيس أو الذكريات التي يسترجعها من الصدمة التي تعرض لها، وذلك يسبب له الكثير من مشاعر العزلة، أو التهيج، أو الشعور بالذنب، ومن الممكن أن يصاب به الشخص بعد الصدمة مباشرةً، أو بعد أسابيع، أو أشهر، أو سنوات.

 

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

قد يكون أي حدث صادم أو مؤلم سببًا لاضطراب ما بعد الصدمة، وذلك مثل:

  • حوادث الطرق الخطيرة أو المدمرة من أسباب اضطراب الكرب.
  • التعرض لاعتداءات شخصية عنيفة (مثل السرقة، أو الاعتداء الجسدي، أو الاعتداء الجنسي).
  • مواجهة مشاكل صحية خطيرة.
  • تجارب الولادة الصعبة أو الخطيرة.
  • العيش في أحداث خطيرة.
  • رؤية أشخاص يتعرضون للألم أو رؤية جثة.
  • التعرض لصدمات في مرحلة الطفولة.
  • الشعور بالرعب، أو الخوف الشديد، أو العجز.
  • عدم الحصول على دعم اجتماعي بشكلٍ كافٍ.
  • التعامل مع تأثيرات الصدمة أو الحادث.
  • امتلاك تاريخ في المرض النفسي أو تناول المخدرات.
تشير التقديرات إلى أن اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر على شخص واحد تقريبًا من كل 3 أشخاص لديهم تجربة مؤلمة.
 

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

يتم تصنيف أعراض اضطراب ما بعد الصدمة إلى 4 أنواع رئيسية (إعادة التجربة، والتجنب، والاستثارة والتفاعل، والإدراك والمزاج)، ومن أبرز الأعراض:

أعراض إعادة التجربة

من أعراض اضطراب الكرب من نوع إعادة التجربة:

  • استعادة ذكريات الصدمة مرارًا وتكرارًا كما حصلت في أول مرة، بما فيها الأعراض الجسدية مثل التعرق، وتسارع ضربات القلب.
  • رؤية أحلام مزعجة.
  • كثرة الأفكار المخيفة.
  • ردات الفعل الجسدية أو العقلية القوية عند تذكر الحادثة.

أعراض التجنب

من الأمثلة على أعراض التجنب:

  • الابتعاد عن مكان حصول الصدمة، أو أي مكان أو أحداث تذكر المريض بها.
  • تجنب أي أفكار متعلقة بالحادثة.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة وبالحياة بشكل عام.
  • الشعور بالانفصال العاطفي عن الآخرين والرغبة بالعزلة.

من الطبيعي أن تتجنب الذكريات والمشاعر المؤلمة. ولكن إذا حاولت تخدير نفسك سوف تزداد حالتك النفسية سوءًا.

أعراض الاستشارة والتفاعل

من أبرز أعراض الاستشارة والتفاعل:

  • الفزع والخوف بسهولة.
  • ازدياد الشعور بالقلق والتوتر.
  • مواجهة صعوبة في النوم.
  • التعرض لنوبات غضب.
  • امتلاك سلوك عدواني ومتهور.
  • الرغبة في إيذاء النفس.

أعراض الإدراك والمزاج

من أبرز أعراض الإدراك والمزاج:

  • مواجهة مشكلة في تذكر الأمور الرئيسية للصدمة.
  • وجود أفكار سلبية عن الذات والعالم.
  • الشعور بمشاعر مثل الذنب، واللوم، والخجل.
  • فقدان الشغف والاهتمام بالأنشطة الممتعة
  • الشعور بالغربة والوحدة.
  • مواجهة صعوبة في التركيز.
  • الإحساس بالاكتئاب واليأس.
  • الشعور بعدم الثقة والخيانة.

 

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال

من أبرز أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال:

  • تبليل السرير حتى بعد تعلم استخدام المرحاض، وفقدان العديد من المهارات المكتسبة الأخرى.
  • فقدان القدرة على الكلام.
  • إعادة تمثيل الحادث الصادم أثناء اللعب.
  • التعلق الكبير بأحد الوالدين أو بأي شخص بالغ.
  • امتلاك مخاوف جديدة ليس لها أي علاقة بالحادثة.
  • الشعور بأوجاع وآلام دون سبب.
  • التصرف بانفعال وعدوانية.

وغالبًا ما يكون الأمر أكثر خطورة إذا حدثت الصدمة في وقت مبكر من الحياة، لأن ذلك يمكن أن يؤثر على نمو الطفل.

 

علاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

يهدف علاج اضطراب الكرب لتقليل الأعراض النفسية والجسدية، ومساعدة المريض في التكيف والتعامل بشكل أفضل مع مشاعره، ويتم علاجه بأحد الطرق التالية:

الأدوية

يتم استخدام الأدوية بوصفة طبية يكتبها الطبيب أو المختص، وعندها يقوم بوصف الأدوية من الأنواع التالية:

  • مثبطات امتصاص السيترونين الانتقائية (SSRIs).
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
  • مثبتات الحالة المزاجية.
  • مضادات الذهان غير النمطية.
  • أدوية علاج ضغط الدم.

العلاج النفسي

في علاج اضطراب الكرب النفسي يتم مساعدة الشخص على تعلم المهارات اللازمة للسيطرة على الأعراض أو التكيف معها، ويتم ذلك بأحد الطرق التالية:

  • العلاج المعرفي السلوكي: يشمل التعرف على أنماط التفكير وكيفية تغييرها لتغيير السلوك المزعج والمشاعر السيئة.
  • علاج التعرض المطول: وهو من أنواع العلاج السلوكي، ويعمل على مساعدة الشخص لاسترجاع الحادثة الصادمة أو تعريضه لمواقف تسبب له القلق، ومن ثم مساعدته في مواجهتها حتى يتخلص من القلق ويعود مرتاحًا في هذه الظروف.
  • العلاج النفسي الديناميكي: يُساعد الشخص على فحص الصراعات العاطفية، والقيم الشخصية التي نتجت عن الحادثة الصادمة.
  • العلاج الأسري: أحيانًا يكون أفراد الأسرة المحيطين بالشخص بحاجة لعلاج؛ لأن سلوك الشخص المريض يكون له تأثير على أفراد أسرته.
  • العلاج الجماعي: يعمل العلاج الجماعي على مساعدة الشخص في مشاركة أفكاره ومشاعره مع أشخاص آخرين تعرّضوا لحوادث صادمة.

 

طرق تخفيف تأثير اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة تُسبب الإرهاق والتعب للمريض، ولذلك يُنصح بفعل الأمور التالية لتخفيف تأثيرها عليه:

الاسترخاء

يُساعد الاسترخاء على تقليل تأثير الأعراض بشكل جيد، وذلك من خلال الآتي:

  • تمارين التأمل: ممارسة تمارين التأمل تُساعد في تخفيف أعراض اضطراب الكرب بصورة كبيرة.
  • تمارين التنفس: تقنيات التنفس العميق تُساعد في تقليل مستويات هرمون الإجهاد (الكورتيزول)، وبالتالي تُقلل من التوتر والقلق.
  • تمارين اليقظة الذهنية: والتي تمتلك تأثيرًا إيجابيًا على القلق والاكتئاب، وتساعد الشخص في تجاوز المخاوف اليومية والاسترخاء.

الحصول على الدعم

من أبرز أعراض الاضطراب هي الرغبة بالانعزال والابتعاد عن الجميع، إلا أن وجود أشخاص داعمين بجانب الشخص يُساعده بشكل كبير في مواجهة المرض والتكيف معه، ويُمكن الاكتفاء بشخص أو اثنين يُمكن الثقة بهم، وأن يكون الشخص مرتاحًا ومنفتحًا بوجودهم، كما يُمكن الحصول على الدعم من خلال الحصول على أحد الحيوانات الأليفة التي تساعد في تقليل الشعور بالقلق والوحدة.

ممارسة التمارين الرياضية

تمتلك ممارسة التمارين الرياضية تأثيرًا كبيرًا على تحسين الصحة العقلية عند الأشخاص، وبشكلٍ خاص التمارين الهوائية؛ حيث تساعد الجسم على إفراز الإندروفين الذي يُقلل من الشعور بالألم ويزيد من الشعور بالصحة والنشاط. ويُنصح بممارسة تمارين استرخاء العضلات التدريجي لتقليل أعراض التوتر والقلق.

الإلهاء

يعمل الإلهاء على تحسين طريقة الشخص في التعامل مع المشاعر القوية، ويزيد من إحساسه بالراحة، وذلك من خلال ممارسة أي نشاط لإلهاء الشخص عن التفكير بالحادثة.

الكتابة

يُنصح بكتابة ما يشعر به الشخص وما يخطر في باله من أفكار في دفتر يوميات مخصص له؛ حيث تُساعد الكتابة في تحسين الصحة الجسدية والنفسية، وتقلل من التوتر، والغضب.

 

مخاطر اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

يمكن أن يسبب اضطراب ما بعد الصدمة مشاكل في مختلف جوانب حياة المريض، من أكثر المخاطر شيوعًا:

  • الشعور بالاكتئاب والقلق.
  • التوجه لتعاطي المخدرات والكحول.
  • المعاناة من اضطرابات الأكل.
  • امتلاك أفكار انتحارية، وأفعال انتحارية.

 

أنواع اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

من أكثر أنواع اضطراب ما بعد الصدمة شيوعًا:

  • اضطراب ما بعد الصدمة لدى قدامى المحاربين العسكريين: غالبًا ما يشعر المحاربون القدامى بصعوبة في التكيف مع الحياة بعيدًا عن الجيش، وهو ما يجعله يشعر بالوحدة، والضيق، والعصبية.
  • الصدمة العاطفية والنفسية: عند مرور الشخص بسلسلة من الأحداث الصعبة جعلته يشعر بالعجز وانفعل عاطفيًا، من المحتمل أن يكون مصابًا، وذلك مثل وفاة شخص مقرب، أو فقدان المنزل، أو العنف المنزلي.
  • الاغتصاب أو الصدمة الجنسية: تُعتبر من أكثر الأنواع خطرًا؛ حيث تجعل الشخص يشعر بالخوف، والخجل، والوحدة، وبالطبع الكثير من الذكريات المؤلمة، وغالبًا ما يفقد الإحساس بالأمان، والثقة، وتقدير الذات.
  • الصدمة العرقية: وهو الصدمة التي تنتج عن التعرض للإساءة بناءً على عنصرية العرق، ويشعر المصاب بها بالاكتئاب، والقلق، والأفكار السلبية، وتغيرات في الحالة المزاجية.

 

كلمة من عرب ثيرابي

غالباً ما يتحسن الشخص بشكل طبيعي بعد مدة 4 أسابيع من تعرضه للموقف الصادم. أما في الحالات التي لا تتحسن بعد هذه المدة الزمنية أو يعانون من الأعراض بطريقة مزعجة، فيرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة متابعتهم من مختص نفسي للحصول على المساعدة.