ما ستجده في هذا المقال:
تعتبر قائمة الأمراض النفسية قائمة طويلة لا يمكن حصرها، ولكن هذه الأمراض تختلف في مدى شدتها وخطورتها وشيوعها وانتشارها، وفي هذه المقالة نركز على الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً.
الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً
على الرغم من تشابه الكثير من الأمراض النفسية مع بعضها البعض في بعض الأعراض، ولكن يبقى بينها اختلافات جوهرية، ومن بين الأمراض النفسية أكثر شيوعاً نذكر:
اضطرابات القلق (Anxiety Disorders) من الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً
تتميز هذه الاضطرابات بالقلق والخوف الشديد، وتضم مجموعة واسعة من الاضطرابات بما فيها أنواع الفوبيا والقلق الاجتماعي واضطرابات الهلع، ومن أعراضها:
- الضعف أو التعب العام.
- عدم التركيز
- الأرق أو اضطرابات النوم.
- القلق أو الخوف الشديد.
- زيادة ضربات القلب.
اضطرابات الاكتئاب (Depression) من الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً
يشخص الاكتئاب من خلال نوبة تستمر لمدة لا تقل عن أسبوعين، وعلى الرغم من عدم وجود علاج للاكتئاب، ولكن تساعد الأدوية في تقليل الأعراض، ومن أعراضه:
- الشعور باليأس.
- قلة الطاقة بشكل عام.
- أفكار عن الموت أو الانتحار.
اضطرابات القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). تشكل هذه الحالات الثلاثة حوالي 30 % من التشخيصات النفسية.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) من الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً
وهو اضطراب ينتج عن التعرض لصدمة سابقة، ولكن من الأمراض القابلة للعلاج، حيث يناسبه الكثير من وسائل العلاج النفسي الفعالة، ومن أعراضه:
- تذكر أحداث الموقف المسبب للصدمة وكأنه موقف حقيقي الآن، مع الشعور بالألم.
- تجنب الأماكن التي تذكر بالموقف المتعلقة بالصدمة.
- صعوبة في تذكر الموقف المسبب للصدمة بتفاصيله.
- أعراض جسدية متنوعة مثل التعرق أو الارتعاش.
اضطراب الوسواس القهري (Obsessive-Compulsive Disorder)
حيث يقوم الشخص بتكرار بعض الأمور بشكل رتيب نتيجة بعض الهواجس أو الدوافع التي تولد لديه رغبة شديدة بتكرار الأمور. مثل تكرار غسل اليدين أو تكرار الكلمات بنمط معين.
اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder)
اضطراب ثنائي القطب (الهوس الاكتئابي)، إذ يجمع ما بين الاكتئاب والهوس الشديد. وقابلية المرض للانتشار بين أفراد العائلة الواحدة كبير، بالإضافة إلى أن التوتر يزيد من حالة الأعراض سوءاً. يمكن تقسيمه إلى نوعين:
- نوبات الهوس الحادة: وفيها الحالة المزاجية مرتفعة، بالإضافة إلى وجود فرط نشاط لدى المريض أو قلة رغبة بالنوم. كما يشعر المصاب بالافتخار بالنفس أو التعالي.
- نوبات الهوس الخفيفة: وعلى الرغم من أنها أقل حدة في الأعراض، ولكن تتميز بحالة من الاكتئاب أو الحزن الشديد واليأس من الحياة. أو الشعور بقلة الطاقة وعدم القدرة على النوم.
من الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً الفصام (Schizophrenia)
يعاني المصاب بالفصام من اضطرابات في السلوك أو الإدراك والعاطفة. ومن أعراضه الهلوسة والأوهام، مما يجعل المريض يرى أشياء لا وجود لها، ومن أعراضه:
- صعوبة القيام بالأعمال اليومية.
- تقلبات مزاجية سريعة جداً.
- صعوبة الاهتمام بالاحتياجات الشخصية.
- فقدان الاهتمام بالحياة الاجتماعية.
اضطرابات الأكل من الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً
وهي اضطرابات بطريقة التفكير بالطعام أو كميات الأكل المتناولة ووزن الجسم وشكله. وتعد من الاضطرابات الخطيرة لما لها تأثير على الصحة الجسدية للشخص، ومن أكثرها انتشاراً:
- فقدان الشهية العصبي: وهي تقليل كمية الطعام المتناول لكي لا يؤثر على وزن الجسم وشكله.
- الشره المرضي: وغالباً ما يحدث بعد التخلص من روتين أو نمط غذائي معين.
- اضطراب نهم الأكل: وهو عدم القدرة على التحكم بكمية الطعام المتناول، وتأتي نوبات على المريض تكون كمية الطعام المتناولة كبيرة جداً.
جنون العظمة (Paranoia)
يتمثل مرض جنون العظمة بإحساس الشخص بالتهديد أو الخطر مما حوله بشكل دائم، وقد يكون هذا الأمر ليس مرضاً بحد ذاته، وإنما من أعراض إحدى الأمراض النفسية الخطيرة.
الذهان (Psychosis)
يعاني الشخص المصاب بالذهان من الهلوسات أو الأوهام، حيث أنه يرى ويسمع أشياء لا يمكن لأحد آخر أن يراها أو يسمعها، وغالباً ما تتمحور هذه الأمور حول مؤامرات ضد المريض.
الخرف (Dementia)
يعتبر من الأمراض النفسية المزمنة أو التقدمية بطبيعة الأمر، ومن آثاره:
- عدم قدرة الشخص من القيام بأدائه المعرفي والسلوكي.
- عدم القدرة على من السيطرة العاطفية أو الاجتماعية.
يؤثر الخرف على حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
التعايش مع الأمراض النفسية الأكثر شيوعاً
لا بد من اللجوء إلى العلاج النفسي أو الدوائي عندما يعاني الشخص من مرض نفسي. ولكن السلوكيات لها الأثر الكبير في تحسين الحالة، ومنها:
القبول الراديكالي
يجب على المريض النفسي تقبل نفسه كما هي، فعند نكران المرض لن يستطيع الشخص التخلص منه، لذلك يتحتم على الشخص:
- الصدق مع النفس والاعتراف بوجود المرض.
- ومن ثم القيام بالإجراءات اللازمة للتخفيف من الأعراض وتجاوز الأمر بأقل الخسائر.
التنفس العميق
لا شك أن التنفس بعمق يعمل على إرخاء العضلات وتهدئة ضربات القلب، الأمر الذي يقلل من التوتر الذي يشعر به المريض، ويمكن اتباع طريق 5-3-7 وهي:
- إدخال الهواء إلى الرئتين بشكل بطيء لمدة 5 ثواني.
- الاحتفاظ بالهواء داخل الرئتين لمدة 3 ثواني.
- إخراج الهواء من الرئتين ببطء لمدة 7 ثواني.
التفكير المعاكس للعاطفة (Opposite-To-Emoticon Thinking)
من أصعب الأساليب النفسية الذاتية للتحكم بالأعراض، ولكن ذات فائدة كبيرة، حيث أن الشخص يقاوم نفسه ورغباتها، ومن الأمثلة عليها:
- عند شعور الشخص بالرغبة لينعزل ويبتعد عن الآخرين، يمكن مقاومة هذه الرغبة والخروج أو الاجتماع مع الآخرين.
- عند الشعور بالقلق، يمكن ممارسة التأمل أو اليوغا لتهدئة النفس أو الانشغال بأي أمر آخر يعمل على تقليل التركيز على القلق.
استخدام الحواس الخمس
عند تذكر أمر قد يقلق، يمكن استخدام الحواس الخمس لتقليل التركيز على المواقف غير المرغوبة، والشعور بالواقع الحاضر بما فيه، بحيث:
- تحسس أي شيء مثل الكرسي.
- القيام بشم عطر.
- مضغ قطعة من الخبز.
- النظر إلى التلفاز.
- الاستماع إلى أغنية.
إعادة الصياغة الذهنية
إن ممارسة النظر إلى الأمور بطريقة أخرى ليس بالأمر السهل، حيث يمكن تغيير أفكارنا من خلال إقناع النفس أنها أمر واقع ويجب الاستفادة منها بأي طريقة.
الإدراك العاطفي
يجب على المريض النفسي أن لا ينكر أحاسيسه وعواطفه، فبهذه الطريقة لن يتمكن من التخلص منها، بل يجب عليه الاعتراف بها وثم القيام بإصلاحها وتعديلها.
كلمة من عرب ثيرابي
غالباً يقوم الشخص بتقييم ذاتي وصريحة لنفسه قبل اتخاذ القرار بزيارة الطبيب النفسي، فإن كانت الأعراض التي تعاني منها تؤثر بشكل سلبي على مدى الاستمرار في الحياة اليومية فإن ذلك دليل على الحاجة إلى طلب المساعدة. كما يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة طلب العلاج في الحالات التالية:
- عدم القدرة على التحكم بالعواطف.
- حدوث نوبات متكررة من الغضب الشديد.
- امتلاك بعض المخاوف المفرطة أو غير العقلانية.
- ممارسة بعض السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
- الشعور بالحزن أو القلق المفرط.
- ملاحظة تغيرات في نمط النوم أو الشهية.
- الاعتماد على الكحول أو المخدرات للتأقلم.
- الانسحاب من العلاقات الاجتماعية.
