Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الخوف من احمرار الوجه

الخوف من احمرار الوجه: عندما يتخطى احمرار الوجه الخجل!

من الأمور المزعجة لدى الشخص احمرار وجهه، ولكن الأمر قد يأخذ منحى آخر. حيث يصبح الخوف من احمرار الوجه من الأمور المؤثرة على حياة الشخص الاجتماعية أو المهنية، مما يستدعي التدخل النفسي، وإلا بقي الأمر ملازماً له.

 

الخوف من احمرار الوجه

الخوف من احمرار الوجه (Erythrophobia) وهو الخوف الشديد من الاستجابة الفسيولوجية بأن يصبح وجه الشخص أحمر عند تعرضه لبعض المواقف المخجلة أو يشعر بالقلق. وقد يصعب التغلب على هذا الرهاب، حيث أنه يزيد احمرار الوجه كلما زاد التعرض للموقف المسبب للخجل أو الارتباك، ويمكن أن يشمل الاحمرار:

    • الوجه بشكل عام أو الخدين.
    • الجبهة أو الأذنين.
    • الرقبة أو أعلى الصدر.

     

    كيف يحدث احمرار الوجه

    عند تعرض الشخص للمواقف المحفزة له، فإن الاستجابة التلقائية للهروب أو القتال تحدث داخله، مما ينتج عنها:

      • تحفيز للجهاز العصبي السمبثاوي، والذي يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الأدرينالين الموسع للأوعية الدموية، وبذلك يتدفق الدم إلى الوجه بشكل أكبر.
      • وفي حالة الخوف من هذا الاحمرار، يصبح القلق الناتج عن الخوف محفزاً إضافياً للاحمرار، ليدخل الشخص بعلاقة لا تنتهي من الأمر.

       

      علاقة الخوف من احمرار الوجه والرهاب الاجتماعي

      في بعض الأحيان قد يكون الخوف من الاحمرار عبارة عن عرض من أعراض الرهاب الاجتماعي، وعندها:

        • لا يكون الخوف من الاحمرار ناتج عن المواقف المخجلة، بل من اهتمام الآخرين بالشخص.
        • تزيد الأفكار السلبية عند اللقاءات الاجتماعية، وما يزيد حدتها أكثر خوف الشخص من احمرار وجهه، الأمر الذي يشعره بالخجل بشكل أكبر.

         

        أعراض الخوف من احمرار الوجه

        على الرغم من اعتبار  أن خوف الشخص من احمرار وجهه يعتبر أحد الأعراض لأنواع أخرى من اضطرابات القلق، ولكن هذا الخوف ذاته له أعراضه الخاصة، والمتمثلة بما يلي:

          • تعرق الشخص بشكل مفرط.
          • ارتجاف الشخص أو ارتعاشه.
          • احمرَار الوجه.
          • شعور الشخص بالقلق الشديد أو الذعر.
          • ارتفاع معدل ضربات قلب الشخص.
          • اضطراب العضلات أو ارتجافها.
          • حصول تغييرات على نمط التنفس.
          • الارتباك وعدم القدرة على الكلام بشكل منظم.
          • محاولة الشخص لتجنب المواقف المحفزة.
          • عدم التمكن من التعامل مع الموقف، بسبب القلق أو الخوف.
          • الخوف من إصدار الآخرين أحكام خاصة باحمرار وجه الشخص.

           

          الأسباب وراء خوف الشخص من احمرار وجهه

          يبدو أن الأسباب وراء الخوف من احمرار الوجه لدى الشخص متوقعة بشكل عام، حيث أنها:

            • إصابة الشخص بالقلق الاجتماعي يعد السبب الأساسي والأكثر احتمالية في معظم الحالات.
            • التعرض لتجربة محرجة، مثل تعليق المقربين على احمرار الوجه، التنمر  المدرسي على الطفل بسبب احمرار وجهه.
            • الخوف من حكم الآخرين على الشخص عندما يحمر وجهه في اللقاءات.
            • إصابة الشخص باضطراب ما بعد الصدمة.
            • تركيز الشخص على سلوكياته أو ردود أفعاله في اللقاءات الاجتماعية.
            • إصابة الشخص بفوبيا التحديق قد يكون سبباً في خوفه من الاحمرار.
            • وجود تاريخ عائلي لإحدى أنواع الاضطرابات النفسية، يزيد من احتمالية تعرض شخص آخر لنوع من أنواع الفوبيا.

             

            مضاعفات الخوف من احمرار الوجه

            عند تعرض الشخص بشكل مستمر للمواقف التي يخشى فيها من احمرار وجهه، فإن النتيجة الحتمية تكون:

              • الإصابة بالقلق الاستباقي، حيث يعاني الشخص من الخوف من التعرض للمواقف المسببة لخوفه، والتفكير بشكل مطول بالأمر.
              • الإصابة بالقلق الاجتماعي.
              • دخول الشخص في نوبات من المزاج المتقلب أو الاكتئاب.
              • الخوف من الخروج من المنزل بشكل عام.
              • عدم قدرة الشخص على تكوين العلاقات الاجتماعية أو الصدقات.
              • يفضل الشخص عدم التمييز في أدائه.
              • دخول الشخص في عزلة اجتماعية.
              • شعور الشخص بتدني احترام الذات.
              • إصابة الشخص باضطرابات القلق الأخرى، مثل اضطراب القلق العام أو اضطراب الوسواس القهري (OCD).

              بمرور الوقت، قد تبدأ في تطوير القلق الاستباقي، حيث تخشى أن تجد نفسك في موقف قد يسبب لك احمرارًا بالوجه.

               

              علاج الخوف من احمرار الوجه

              على الرغم من أن هذا النوع من الرهاب يعتبر رهاباً دائماً في حال عدم علاجه، ولكن علاجاته تتنوع بما يلي:

              العلاج النفسي

              غالباً ما يلجأ الأخصائي النفسي إلى علاج هذا النوع من الرهاب بالطريقة ذاتها التي يتم فيها علاج القلق الاجتماعي، مع التركيز بشكل أكبر على الخوف من احمرَار الوجه، ومن أساليب العلاج المتبعة هنا:

                • العلاج المعرفي السلوكي CBT: يمكن من خلال هذا العلاج أن يتعرف الشخص على السلوكيات التي يمارسها أثناء شعوره بالخوف. بالإضافة إلى الأسباب الكامنة خلفها، والعمل على تغيير أفكاره المتعلقة بالأمر إلى أفكار أكثر إيجابية.
                • تدريب تركيز المهام TCT: خلال اللقاءات الاجتماعية، يكون تركيز الشخص على ذاته بشكل كبير، لذلك يتم تعليمه على التركيز على البيئة المحيطة بشكل أكبر.
                • العلاج بالتعرض Exposure Therapy: من خلال هذا العلاج يتمكن الشخص من التأقلم مع احمرار وجهه دون اللجوء تجنب التقاء العيون أو النظر إلى الوجوه. بالإضافة إلى الامتناع عن استخدام الأساليب الخافية للاحمرار، مثل استخدام مستحضرات التجميل.

                العلاج الدوائي

                يمكن للطبيب النفسي أن يصف مجموعة من الأدوية النفسية للتقليل من الأعراض التي يعاني منها الشخص، ومن هذه الأدوية:

                  • مضادات القلق: تعمل هذه الأدوية على التقليل من نوبات الهلع التي تصاحب المواقف المحفزة، مع الانتباه إلى تناولها عند الحاجة وليس بشكل يومي، ومنها كلونوبين (Klonopin) وزاناكس (Xanax).
                  • مضادات الاكتئاب: تعتبر هذه الأدوية من الأدوية اليومية للمريض، ومن الأمثلة عليها باكسيل (Paxil) وزولوفت (Zoloft) وليكسابرو (Lexapro).

                   العلاج الجراحي

                  يقوم الطبيب بقطع الأعصاب المسؤولة عن تنظيم التعرق والاحمرار بما يسمى (ETS)، وهي عملية جراحية في منطقة الإبط يتم اللجوء إليها كحل أخير، حيث تحدث تحت التخدير الكامل.

                   

                  التعامل مع الخوف من احمرار الوجه

                  تسمح بعض الاستراتيجيات بشعور الشخص بمزيد من الراحة والهدوء فور تطبيقها، لذلك تعتبر أسلوباً جيداً لهذا النوع من الرهاب، ومن هذه الاستراتيجيات:

                    • التنفس بعمق أو ببطء، حيث أن احمرار الوجه ناتج عن شعور الشخص بالتوتر، لذلك لا بد من التركيز على الوسائل المقللة للتوتر.
                    • الابتسام وإن كان الشخص يشعر بالتوتر، حيث أن الدماغ يتم خداعه بهذه الطريقة، مما يقلل التوتر.
                    إذا كنت تستطيع التفكير في شيء مضحك يجعلك تضحك أو تبتسم، فقد يكون من الأسهل التعامل مع خوفك.
                    • تبريد الجسم، حيث أن احمرَار الوجه يترافق عادة مع الشعور بالدفء، لذلك يمكن لخلع بعض قطع الملابس أن يكون ذو نتيجة إيجابية.
                    • تناول المشروبات الباردة قبل التواجد في الموقف المحفز، مما يساعد في تقليل احمرَار الوجه أيضاً.
                    • تشتيت الانتباه، حيث أن التفكير بالأمور الأخرى، وعدم التركيز على احمرار الوجه في الموقف المحفز، يعمل على توجيه انتباه الشخص للأمور الأخرى ونسيان موضوع الوجه.

                     

                    نصيحة عرب ثيرابي

                    يمكن من خلال بعض الاستراتيجيات التي يتبعها الشخص أن يقلل من احمرار الوجه الذي يعانيه منه في المواقف الاجتماعية، حيث ينصح الأخصائيون في عرب ثيرابي باتباع النقاط التالية:

                    • ملاحظة أنماط الأفكار التي تزيد من حدة القلق بشأن احمرار الوجه.
                    • محاولة الشخص البحث في تاريخه القديم للتمكن من ربط موقف سابق مع قلقه الحالي للتمكن من علاج الموقف.
                    • الاعتراف بالأمر وتركه يمضي دون إعطائه المزيد من الاهتمام.
                    • الابتعاد لفترة زمنية ليتمكن الشخص من استجماع قوته من جديد.