Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الدوبامين: هرمون المتعة

الدوبامين: هرمون المتعة

تتعدد النواقل العصبية في الدماغ ومن بينها الدوبامين، فبالإضافة إلى كونه ناقلاً للرسائل ما بين الخلايا العصبية، فإن له الدور الكبير في العديد من الأمور الأخرى، حيث يعتبر الدوبامين هرمون المتعة بامتياز في الدماغ، فما الذي يجعله كذلك، وكيف يمكن زيادته؟

 

الدوبامين هرمون المتعة

الدوبامين (Dopamine) هو إحدى النواقل العصبية في الدماغ، والذي يتحكم بالعديد من الأمور، منها التركيز أو الذاكرة. والمزاج والحركة والتحفيز أو الشعور بالمتعة، حيث إن الاختلال في مستوياته يعمل على ظهور بعض الاضطرابات النفسية.

 

دور الدوبامين بالشعور بالمتعة

يُعتبر الدوبامين هو الهرمون المسؤول عن الشعور بالمتعة، ويدفع الشخص للقيام بالأمور التي تشعره بالسعادة بشكل أكبر، حيث إن الدماغ يفرز كميات الدوبامين كمكافأة للجسم على القيام بما يساهم في سعادته، ليشعر الشخص بحالة من المتعة، تحفزه على ممارسة المزيد من هذه السلوكيات للاستمرار أو الشعور بالزيادة من المتعة.

 

المستويات المختلفة من الدوبامين

قد تختلف مستويات هرمون المتعة التي يفرزها الدماغ من شخص إلى آخر بناءً على العديد من الظروف، وتبعاً لذلك يختلف الشعور الناتج عن هذه الكميات من الدوبامين، ويتضح ذلك كما يلي:

مستويات طبيعية من هرمون المتعة

إن تمتع الشخص بمستويات معتدلة من هرمون المتعة يعمل على:

    • بقاء الشخص متيقظاً.
    • شعور الشخص بالسعادة.
    • قدرة الشخص على التركيز بسهولة.
    • امتلاك الشخص التحفيز أو الدافع للقيام بالأمور.

    إذا كان لديك توازن صحيح من الدوبامين، فإنك تشعر بالسعادة والتحفيز والتركيز.

    مستويات منخفضة من هرمون المتعة

    يعمل إفراز الدماغ لكميات متدنية من هرمون المتعة على:

      • شعور الشخص بعدم السعادة.
      • تعب الشخص بشكل ملحوظ أو متكرر.
      • عدم امتلاك الشخص للدافعية أو التحفيز للقيام بما يريد.
      • عدم القدرة على التذكر أو التركيز في الأمور.
      • يعاني الشخص من التقلبات المزاجية المتكررة.
      • قد يعاني الشخص من مشكلات أو اضطرابات في النوم.
      • انخفاض الرغبة الجنسية لدى الشخص.

      مستويات مرتفعة من هرمون المتعة

      يمكن للكميات المرتفعة من مستويات هرمون المتعة التي يفرزها الدماغ أن تعمل على:

        • السعادة أو البهجة بشكل غير مسيطر عليها.
        • الاندفاع أو العمل بنشاط مبالغ به.
        • وجود رغبة جنسية عالية لدى الشخص.
        • عدم القدرة على النوم.
        • عدم قدرة الشخص على التحكم بانفعالاته.
        • زيادة مستوى العدوانية أو العنف لدى الشخص.
        • الإفراط في تناول الطعام.

         

        أمراض واضطرابات ترتبط بمستويات هرمون الدوبامين

        على الرغم من عدم التمكن من تحديد ما إذا هرمون المتعة يسبب الإصابة ببعض الأمراض والاضطرابات، أو هذه الأمراض والاضطرابات هي التي تلعب دوراً في تغير مستويات الدوبامين. ولكن يوجد ارتباط واضح بينهم كما يلي:

        أمراض واضطرابات ترتبط مستويات الدوبامين المنخفضة

        قد يؤدي تدني مستوى هرمون المتعة في الدماغ إلى الإصابة بما يلي:

          • اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه (ADHD).
          • مرض الباركنسون.
          • متلازمة تململ الساقين.
          • أعراض متنوعة عند إصابة الشخص بمرض الفصام.
          • الإصابة بالاكتئاب.
          • متلازمة نقص الدوبامين.
          • الإصابة بالذهان.
          • الإصابة بالقلق.
          تشير إحدى الدراسات الصغيرة إلى أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في توافر مستقبلات الدوبامين في الصباح.

          اضطرابات وأمراض ترتبط مستويات الدوبامين المرتفعة

          أما المستويات العالية من هرمون المتعة في الدماغ فقد ترتبط بالأمور التالية:

            • الإصابة بالهوس أو الأوهام.
            • البدانة أو السمنة.
            • زيادة قابلية الشخص للإدمان على أمور متنوعة.
            • الهلاوس أو الأوهام المصاحبة لمرض فصام الشخصية.

             

            طرق لتحسين مستويات الدوبامين

            في حال انخفاض أو زيادة مستويات هرمون المتعة عن القدر الطبيعي، يمكن للطرق التالية أن تحسن من مستوياته في الدماغ:

            الطعام

            تعمل الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم وبالحمض الأميني التيروزين (Tyrosine)، أو فيتامين د، أوميغا 3 على تحسين مستويات هرمون المتعة. ومن الأطعمة المفيدة على هذا الصعيد:

              • الدجاج أو البيض.
              • الشاي الأخضر أو الشوكولاتة.
              • منتجات الحليب المتنوعة، مثل اللبن أو الأجبان.
              • اللوز أو الشوفان.
              • الفواكه أو الخضار، مثل البرتقال والتفاح، والطماطم، والبازلاء.

              الاسترخاء

              من خلال ممارسة النشاطات التي تبعث السعادة إلى النفس والاسترخاء، مثل:

                • ممارسة إحدى تقنيات الاسترخاء المتنوعة.
                • اللعب مع حيوان أليف.
                • المشي في الطبيعة.
                • قراءة كتاب ممتع.

                منشطات الدوبامين

                وهي أدوية تحتوي على مواد ترتبط بمستقبلات الدوبامين في الدماغ وتنشطها، وبالتالي تتفاعل الخلايا العصبية بالطريقة نفسها التي تتفاعل بها مع الدوبامين الطبيعي، ومنها البراميبيكسول (Pramipexole) والذي يستعمل لعلاج العديد من الحالات المرتبطة بانخفاض الدوبامين.

                مثبطات الدوبامين

                تعمل هذه المثبطات على الارتباط بمستقبلات الدوبامين وتحجبها، لمنع استقبالها للمزيد من هذا الهرمون، ويوجد العديد من هذه الأدوية، منها ريسبيريدون (Risperidone).

                الاستماع إلى الموسيقى

                أثبتت الدراسات الجديدة أن الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لدى الشخص يعمل على زيادة مستويات هرمون المتعة في الدماغ، الأمر الذي يحسن الحالة المزاجية لديه.

                قضاء الوقت تحت الشمس

                يحصل الشخص على فيتامين د من أشعة الشمس، والذي بدوره يساهم في إفراز الدماغ لكميات أكبر من هرمون الدوبامين، لذلك فإن التواجد بعض الوقت يومياً تحت أشعة الشمس له دور واضح في ذلك.

                ممارسة التمارين الرياضية

                تعمل التمارين الرياضية على إعادة التوازن للمواد الكيميائية التي يفرزها الدماغ، ومن هذه هرمون المتعة أو هرمون السعادة وغيرها.

                 

                ارتباط الدوبامين مع الهرمونات الأخرى

                أوضحت الدراسات أن مستويات الناقلات العصبية بشكل عام، وهرمون المتعة على التحديد، ترتبط مع مستويات الهرمونات الجنسية بشكل واضح، مما يؤثر على نضج الدماغ أو الوظيفة المعرفية فيه حتى سن البلوغ.

                 

                الدوبامين والإدمان

                على الرغم من عدم مسؤولية الدوبامين منفرداً عن الإدمان، بغض النظر عن نوع الإدمان سواء سلوكي أو مادي، فإن الارتباط كبير وواضح. حيث يحصل الإدمان عندما:

                  • يقوم الشخص بتجربة الأمر فيشعر بالسعادة أو المتعة.
                  • كميات الدوبامين المرتفعة بشكل كبير نتيجة هذه الممارسة أو الاستخدام تجعل الشخص يرغب في الحصول على كميات إضافية بأقرب وقت وأكبر كمية.
                  • عندما يتحول الأمر إلى عادة يواظب الشخص عليها، يقوم الدماغ بتقليل كميات الدوبامين التي يفرزها في كل مرة.
                  • يرغب الشخص بالحصول على المزيد من هرمون المتعة ليصل إلى الإحساس ذاته من المتعة.
                  • يصبح كامل اهتمام الشخص على هذه الممارسة أو الاستخدام للتمكن من الحصول على القدر المطلوب من المتعة، وبذلك يبتعد عن الممارسات الأخرى.

                   

                  نصيحة عرب ثيرابي

                  يرتبط هرمون المتعة بالكثير من الأمراض، لذلك فإننا في عرب ثيرابي ننصح باللجوء إلى التشخيص الصحيح كخطوة أولى في تحسين مستويات هذا الهرمون، فغالباً ما يكون السبب:

                    • تعاطي المخدرات.
                    • اختلال في الغدة الكظرية.
                    • عدم الحصول على القدر الكافي من النوم.
                    • النظام الغذائي غير المتزن أو المعتمد على السكريات والدهون المشبعة.
                    • الإصابة بالسمنة.