Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
التخلص من قلق النوم: طرق لم تجرّبها من قبل!

الذعر الليلي: تعرّف على أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

على الرغم من عدم خطورة الموقف، ولكن نوبات الذعر الليلي تعتبر من المواقف التي لا تنسى لدى الوالدين، حيث أن رؤية الطفل في حالة ذعر شديد من الأمور التي قد تثير قلق الأهل، وتجعلهم يبحثون عن طريقة للتخلص منها.

 

الذعر الليلي

الذعر الليلي أو ذعر النوم (Night Terrors) هو نوع من الأرق، يتميز بنوبات من الخوف الشديد والصراخ والخفقان يعاني منها الشخص أثناء نومه، وغالباً ما يقترن بالسير أثناء النوم، وتحدث في الساعات الأولى من النوم.

 

الفرق بين الذعر الليلي والكوابيس

يشبه الذعر الليلي الكوابيس إلى حد ما، إلا أنهما يختلفان عن بعضهما ببعض النقاط، مثل:

    • مرحلة النوم: الكوابيس تحدث أثناء مرحلة حركة العين السريعة من النوم، أما الذعر الليلي فيحدث في المراحل الأولى من النوم.
    • الحركات: لا ترافق الكوابيس حركات جسدية أو أصوات، على عكس الذعر الليلي الذي يتميز بالحركات الشديدة والصراخ.
    • الانتشار: تعتبر الكوابيس أكثر انتشاراً بين الأطفال من انتشار ذعر النوم.
    • النسيان: في معظم الحالات يتذكر الشخص مضمون كوابيسه، أما في ذعر النوم فلا يتذكر الشخص ما حصل معه، فهو أثناء النوبة يكون نائماً.
    • الفئة العمرية: تحدث الكوابيس لجميع الفئات العمرية، أما الذعر الليلي فغالباً ما تحدث للأطفال الصغار.

     

    أعراض الذعر الليلي 

    خلال نوبة الذعر الليلي، يقوم الشخص ببعض السلوكيات، مثل:

      • الصراخ بشدة كبيرة.
      • النهوض والجلوس على السرير، وإظهار الخوف الشديد.
      • تحديق الشخص بعيون مفتوحة بشكل مخيف.
      • تعرق الجسم وتنفس سريع ونبضات قلب شديدة، مع احمرار الوجه.
      • تحريك الأرجل مع الركل.
      • صعوبة إيقاظ الشخص، وفي حالة إيقاظه يكون مرتبكاً.
      • عدم تمكن الشخص من الشعور بالراحة.
      • لا يتذكر الشخص ما حصل معه بالليل، وفي حال تذكره تكون خيالات خفيفة لا يمكنه التركيز بها.
      • النهوض من السرير والجري، وقد يقوم الشخص ببعض السلوكيات العدائية.

      قد يفتح الطفل المصاب بالرعب الليلي عينيه ويبدو خائفًا، ولكنه عادةً لا يستجيب لمحاولات إيقاظه أو تهدئته.

       

      تكرار ذعر النوم

      غالباً ما تكون نوبات الذعر الليلي مصاحبة لفترة الطفولة، وكلما تقدم الطفل بالعمر تبدأ بالاختفاء، ويعتبر التنبؤ بنمط تكرارها أمراً صعباً، حيث أنه:

        • تستمر معظم حالات ذعر النوم حوالي 10 دقائق، إلا أنها في بعض الحالات قد تستمر لفترات أطول، قد تصل إلى 40 دقيقة.
        • في بعض الأطفال قد تكون نادرة بشكل كبير.
        • في البعض الآخر، قد تتكرر مرة أو مرتين في الشهر.

         

        أسباب ذعر النوم

        يمكن ملاحظة أن الذعر الليلي قد ينتشر في العائلات، مما يعني أنه قد يتم تناقله وراثياً، إلا أنه يوجد العديد من الأسباب التي قد ترتبط به، منها:

          • الحرمان من النوم.
          • الشعور بالتوتر.
          • إصابة الشخص بالقلق أو الاكتئاب.
          • إصابة الشخص بالحمى، أو المرض الشديد أو التعب.
          • تناول الكثير من الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
          • تغيير مكان نوم الشخص.
          • عدم الحصول على القدر الكافي من النوم.
          • الإصابة بإحدى أنواع اضطرابات النوم، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو متلازمة تململ الأرجل.
          • تناول بعض الأدوية التي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي، أو بعض مضادات الاكتئاب.
          • التعرض للتخدير المصاحب للعمليات الجراحية.
          • حدوث ضوضاء مفاجئة في المنزل.
          • شعور الشخص بحاجته للتبول أثناء نومه.
          • التعرض خلال الاستيقاظ لأمر مخيف.
          • الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة.
          • بعض الحالات المتعلقة بالدماغ، مثل الخرف.
          • الإرهاق والنشاط البدني الشديد خلال النهار.
          • إصابة الشخص بالصداع.

           

          تشخيص ذعر النوم

          يمكن للطبيب العام تشخيص حالة الذعر الليلي بالاعتماد على التاريخ العائلي للحالة بالإضافة إلى الفحص البدني، إلا أنه قد يلجأ إلى الإجراءات التالية إن كان هناك بعض الشكوك لحالات صحية أخرى:

            • مخطط كهربائية الدماغ (EEG)، حيث يتم فيه قياس نشاط الدماغ للتحقق من وجود نوبات.
            • إجراء مخطط النوم (polysomnography) للتحقق من حالة التنفس أثناء النوم.

            وجدت إحدى الدراسات أن ما يصل إلى 40٪ من الأطفال أقل من 5 سنوات جرّبوا الرعب الليلي.

             

            حالات يجب اللجوء إلى الطبيب فيها

            لا تشكل نوبات ذعر النوم خطراً على الطفل، إلا أنه يجب مراجعة الطبيب في حالة ظهور بعض الأعراض الأخرى، حيث يمكن أن تكون سبباً لأمور أخرى، ومن هذه الأعراض:

              • سيلان اللعاب، أو تصلب الطفل أو ارتجاجه.
              • تحدث النوبات بشكل منتظم، بحيث يتم قطع نوم الطفل باستمرار.
              • استمرار النوبة لمدة تزيد عن 30 دقيقة.
              • قيام الطفل بسلوكيات خطيرة أثناء النوبة.
              •  يعاني الطفل من مخاوف مختلفة أثناء النهار.
              • حدوث النوبات مرتين أو أكثر خلال الأسبوع.
              • مرافقة نوبات الذعر بالسير أو الحديث أثناء النوم.
              • الإصابة بإحدى أنواع اضطرابات النوم.
              • في حال بدأت هذه النوبات في مرحلة المراهقة أو البلوغ.

               

              علاج ذعر النوم

              في حال تأثر النشاطات اليومية للطفل بما يحصل له خلال ذعر النوم، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية يتناولها بجرعات منخفضة، منها:

                • البنزوديازيبينات مثل كلونازيبام (Clonazepam).
                • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل إيميبرامين (Imipramine).

                 

                التعامل مع الطفل خلال الذعر الليلي

                عند حدوث نوبة من الذعر الليلي، يجب على الأهل الانتباه جيداً للطفل وتقديم العطف والحنان، حيث يمكن مساعدة الطفل من خلال:

                  • مساعدة الطفل للعودة إلى النوم مع الاستمرار في تهدئته قدر الإمكان.
                  • عدم محاولة إيقاظ الطفل أو الصراخ عليه أو هزه، فقد تسوء الحالة بشكل كبير.
                  • في حال قام الطفل بالمشي خلال النوبة، يجب الانتباه لخطواته وأماكن تنقله، فقد ينزلق على الدرج أو يتعثر بشيء يسبب له إصابة.

                   

                  التخلص من الذعر الليلي لدى الطفل

                  لضمان تقليل حدوث نوبات ذعر النوم لدى الطفل، يمكن باتباع الاستراتيجيات التالية تحقيق الأمر:

                    • اتباع روتين نوم محدد لضمان حصوله على القدر الكافي من النوم.
                    • توفير أجواء نوم صحية للطفل، من خلال التخلص من الأجهزة الإلكترونية أو أي مصدر ضوضاء.
                    • محاولة تقليل مستويات التوتر لدى الطفل خلال اليوم.
                    • يمكن ملاحظة نمط النوبات الحاصلة للطفل، وايقاظه قبل حدوثها بحوالي 15 دقيقة، وبقائه مستيقظاً لمدة 5 دقائق والتأكد من ذهابه إلى الحمام، ثم يمكنه العودة إلى النوم.

                     

                    الذعر الليلي للفئات العمرية الأخرى

                    على الرغم من انتشار الذعر الليلي بين فئة الأطفال، إلا أن الفئات العمرية الأخرى يمكنها تجربة هذه النوبات، حيث أنها تحدث لدى:

                    الذعر الليلي لدى البالغين

                    غالباً ما يترافق ذعر النوم عند البالغين مع الحالات العصبية أو تناول الكحول، إلا أنه يشكل خطراً على من هم حول الشخص، حيث أن أي محاولة لإيقاظ الشخص قد تشكل تهديداً حقيقياً، فلا يمكن للشخص التعرف على من حوله، مما قد يؤدي إلى أذيتهم بسلوكياته العنيفة والعدوانية.

                    الذعر الليلي لدى المراهقين

                    في حال لم يعاني المراهق من نوبات الذعر الليلي خلال طفولته، فإن سباب هذه النوبات قد يعود إلى:

                      • إصابة المراهق بإحدى الاضطرابات النفسية أو صدمة نفسية.
                      • النوم خارج المنزل.

                      يعاني البالغون من الرعب الليلي بشكل أقل بكثير من الأطفال الصغار، 2.2% من البالغين أبلغوا عن معاناتهم منه.

                       

                      نصيحة عرب ثيرابي

                      غالباً ما يتجاوز الطفل الذعر الليلي مع تقدمه بالعمر، لكن في بعض الحالات لا بد من التعامل مع الحالة بشكل أكثر تخصصية. حيث يؤثر هذا الذعر على الكثير من التفاصيل الحياتية للطفل ووالديه. لذلك ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بالحصول على المساعدة المناسبة في الحالات التالية:

                      • إذا عانى الطفل من كوابيس مزعجة جداً أو أصبحت متكررة.
                      • تأثير الخوف على الأنشطة اليومية للطفل.
                      • إذا كان هناك بعض الأسئلة والاستفسارات حول مخاوف الطفل.