Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
الصدمة النفسية

الصدمة النفسية: اكتشف أسبابها وأنواعها، وطرق علاجها

يتعرض الشخص أثناء حياته لمجموعة من المواقف المزعجة التي قد تترك بعض الأثر على نفسيته، ولكن البعض الآخر يكون تأثير المواقف عليه شديد لدرجة أن يعاني من الصدمة النفسية، فما هي الصدمات النفسية وما أعراضها؟

 

الصدمة النفسية (Psychological Trauma)

هي الاستجابة التي يبديها الشخص نتيجة تعرضه لموقف مؤلم أو حدث مرهق وشعوره بالعجز والرعب. بحيث يؤثر على طريقة تفاعل أو تأقلم الشخص مع الظروف الحياتية، وكلما زاد شعور الشخص بالعجز أثناء الحدث، زادت احتمالية إصابته بالصدمة.

 

عوامل الخطر للإصابة بالصدمة النفسية

غالباً ما تنتج الصدمة النفسية عن موقف لا يمكن للشخص تحمله، وتزيد احتمالية إصابة الشخص بالصدمة النفسية في حال:

    • كان الفرد غير مستعد للحدث، أو وقع الحدث بشكل مفاجئ.
    • عدم قدرة الشخص على منع أو إيقاف الحدث، أو شعر بالعجز والضعف تجاهه.
    • وقوع الحدث أو إصابة الشخص به بشكل متكرر ومستمر.
    • إذا كان الحدث يتضمن قسوة شديدة لا يمكن للشخص تحملها.
    • وقوع الحدث في مرحلة طفولة الشخص.
    • عدم امتلاك الشخص مهارات اللازمة للتأقلم مع المواقف.
    • عدم وجود تجارب سابقة يمكن للشخص الاستفادة منها في الموقف.
    • انعدام الدعم الاجتماعي والنفسي الذي يعمل على تخفيف من احتمالية الصدمة النفسية.
    • تعرض الشخص لضغوطات وتوترات مختلفة في الفترة التي تعرض فيها للموقف الصادم.
    • امتلاك الشخص لبعض الصفات الشخصية.
    • إصابة الشخص بإحدى أنواع الاضطرابات النفسية.

    تقدر بعض الأبحاث أن (60 – 75)% من الأشخاص يتعرضون لحدث صادم في مرحلة ما.

     

    صفات الموقف الصادم

    على الرغم من أن المواقف المؤلمة تكون نسبية، بحيث قد تؤثر على شخص بطريقة مبالغة، بينما لا يعيرها الآخر أي اهتمام، ولكن يمكن أن تتصف هذه المواقف بما يلي:

      • يجب أن يكون الموقف قوي أو مزعج للشخص بذاته.
      • أن يؤثر الموقف على تفاصيل حياة الشخص الذي تعرض للموقف بشكل سلبي.
      • يكون تأثير الموقف الصادم على الصحة النفسية أو الجسدية للشخص.
      • أن يخص الموقف الصادم الشخص ذاته أو أحد المقربين له.

       

      أسباب الصدمة النفسية

      يوجد العديد من الأسباب التي ينتج عنها صدمة نفسية للشخص، منها:

      • الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات أو الحرائق.
      • التعرض للعنف، سواء كان جسدي أو نفسي أو جنسي، أو مشاهدة انتحار أحد الأشخاص.
      • التعرض للحوادث المختلفة.
      • التواجد في أماكن الحروب أو العمليات الإجرامية، مثل السطو أو الإرهاب.
      • المشكلات العائلية القاسية، مثل طلاق الوالدين.
      • الإصابات الجسدية أو الأمراض الشديدة.
      • فقدان أحد المقربين، أو التعرض للخسارة الشديدة.
      • شعور الشخص بعدم الأمان أو التهديد بشكل مستمر، مثل العيش في الأحياء التي ينتشر فيها المجرمين.
      • انقطاع العلاقات الاجتماعية الخاصة والقوية.
      • التعرض لضغط نفسي بسبب الإذلال أو خيبة الأمل.

       

      الفرق بين الصدمة النفسية واضطراب ما بعد الصدمة النفسية

      تختلف المدة التي يبقى الشخص يشعر بها بأعراض الصدمة النفسية، حيث يمكن أن يشعر بالأعراض مباشرة بعد الموقف، أو قد يشعر بوقت متأخر، إلا أن استمرار الأعراض التي يشعر بها الشخص لفترة طويلة تؤدي إلى تطور اضطراب ما بعد الصدمة لديه.

       

      أنواع الصدمة النفسية

      تتعدد أنواع الصدمة النفسية، حيث يمكن أن تتضمن الصدمات التالية:

        • الحادة (Acute Trauma): وهي تحدث نتيجة تعرض الشخص لموقف واحد فقط مرهق.
        • المزمنة (Chronic Trauma): وتنتج هذه الصدمة كاستجابة للتعرض المتكرر والمستمر للمواقف المؤلمة. مثل التعرض للتنمر أو إساءة المعاملة.
        • المعقدة (Complex Trauma): وهي الصدمة التي تحدث بعد التعرض لمواقف صادمة كثيرة.
        • الثانوية أو غير المباشرة (Secondary Trauma): وهي نتيجة التواجد بالقرب من شخص آخر تعرض لموقف مؤلم، وغالباً ما تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في هذه الحالة.
        • الطفولة (Childhood Trauma): والتي يتعرض فيها الأطفال لصدمة ينتج عنها عدم الشعور بالأمان طيلة حياتهم.

        قد يكون لديك تجارب مماثلة لشخص آخر، ولكن تتأثر بشكل مختلف.

         

        أعراض الصدمة النفسية

        قد تختفي أعراض الصدمة النفسية عن البعض في غضون أيام أو أسابيع. ولكن قد تستمر لفترة أكبر عند البعض الآخر، ويمكن تقسيم هذه الأعرض على النحو التالي:

        أعراض جسدية

        وتختلف الأعراض الجسدية بالاعتماد على الكثير من العوامل، مثل الشخصية ومقدار الدعم الذي يحصل عليه الشخص، ومن هذه الأعراض:

          • شعور الشخص بالتعب أو الإرهاق بسرعة كبيرة.
          • الإصابة باضطراب النوم.
          • شعور الشخص بآلام وأوجاع متنوعة في جسمه.
          • الإصابة بالصداع.
          • الإصابة باضطرابات في الجهاز الهضمي.
          • زيادة نبضات القلب.
          • التعرق المفرط.
          • تعاطي المخدرات أو الكحول.

          أعراض فكرية

          تنتاب الشخص الذي تعرض للصدمة النفسية الكثير من الأفكار والمعتقدات، منها:

            • معاودة أحداث الموقف الصادم إلى ذاكرة الشخص بأوقات مختلفة.
            • توارد الأفكار المتعلقة بالموقف الصادم بشكل متكرر.
            • تصور الموقف الصادم وكأنه يحدث الآن.
            • شعور الشخص بالارتباك.
            • عدم قدرة الشخص على التذكر والتركيز.
            • رؤية الأحلام أو الكوابيس المتعلقة بالموقف الصادم.

            أعراض سلوكية

            يقوم الشخص ببعض السلوكيات الناتجة عن تفاعله أو استجابته للموقف الصادم، ومن هذه السلوكيات:

              • محاولة الشخص تجنب المواقف والأماكن التي يمكن أن تذكره بالموقف الصادم.
              • الانعزال والابتعاد عن الحياة الاجتماعية.
              • فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.
              • محاولة الشخص البقاء في حالة يقظة دائمة لترقب الأحداث.

              أعراض نفسية

              تختلف المشاعر والأعراض النفسية التي تصيب الشخص باختلاف الموقف المسبب للصدمة، ومن ضمن هذه المشاعر:

                • الغضب أو الانفعال بشكل مستمر.
                • شعور الشخص بالقلق والذعر والخوف.
                • انفصال الشخص عن الواقع.
                • إصابة الشخص بالاكتئاب.
                • الاستمرار بلوم النفس والخجل من الموقف.
                • إنكار الحدث أو تكذيبه.
                • فقدان الشخص لأحاسيسه.
                • شعور الشخص باليأس.
                • صعوبة التأقلم مع ما يشعرون به.

                يمكن أن تحدث الأحداث المؤلمة في أي عمر ويمكن أن تسبب ضررًا طويل الأمد.

                 

                علاج الصدمة النفسية

                يتم علاج الصدمة النفسية سواء ذات الأعراض طويلة الأمد أو قصيرة الأمد بطرق متعددة، منها:

                تغير نمط الحياة

                يعد القيام بتغييرات على نمط الحياة اليومية الخطوة الأولى في الخطة العلاجية، وتشتمل هذه التغييرات الأمور التالية:

                  • الالتزام بنظام غذائي صحي.
                  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
                  • تجنب الكحول أو المخدرات.
                  • الحصول على قسط كافي من النوم.
                  • التواصل الاجتماعي مع الأشخاص المقربين أو الأصدقاء.

                  العلاج النفسي

                  يجب على الشخص المصاب بالصدمة النفسية أن يلجأ إلى العلاج النفسي، حيث يساعد الشخص على اكتساب المرونة النفسية وإتقان مهارات التأقلم ومعالجة المشاعر التي لم يتم علاجها، ويمكن العلاج بإحدى طرق العلاج النفسي التالية:

                    • العلاج بالتعرض (Exposure Therapy).
                    • علاج إعادة التقييم المعرفي (Cognitive Reappraisal Therapy).
                    • العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
                    • العلاج النفسي بمساعدة المخدر (Psychedelic-Assisted Psychotherapy/MDMA).
                    • الحقن بالكيتامين (Ketamine).

                     

                    كلمة من عرب ثيرابي

                    غالباً ما يتعافى الشخص من الصدمة النفسية التي تعرض لها بعد مرور مدة زمنية، وعلى الرغم من أن هذه المدة قد تختلف من شخص لآخر، ولكن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يرون ضرورة الحصول على الاستشارة النفسية المتخصصة في حالة استمرت الأعراض بالشدة ذاتها، أو إذا كان الشخص:

                    • يواجه صعوبة في العمل والمنزل.
                    • يعاني من الخوف الشديد أو الاكتئاب.
                    • عدم القدرة على تكوين علاقات يثق بها.
                    • رؤية الكثير من الكوابيس المتعلقة بالصدمة وتذكر تفاصيل الموقف.
                    • محاولة تجنب الأمور التي من شأنها التطير بالموقف الصادم.
                    • الابتعاد عن الآخرين والشعور بالخدر العاطفي.
                    • تناول الكحول والمخدرات للتأقلم من الموقف.