Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
العلاج السلوكي الجدلي

العلاج الجدلي السلوكي: مفهومه وأسسه وفوائده

يأتي دور العلاج الجدلي السلوكي عندما يواجه الشخص التحديات الحياتية أو النفسية الكبيرة، التي تؤثر على سلوكياته الذاتية. فقد يحاول الشخص التعامل معها بطرق غير صحية، مما ينتج عنه تفاقم المشكلات.

 

العلاج الجدلي السلوكي 

العلاج الجدلي السلوكي (DBT) هو نوع من أنواع العلاج المعرفي السلوكي، قائم على تقبل تجربة المريض، ثم العمل على تغييرها. وغالباً ما يستخدم في علاج سلوكيات المريض السيئة تجاه ذاته، حيث يقوم على الاستراتيجيات التالية:

اليقظة الذهنية

يتم تعليم الشخص كيفية العيش في الوقت الحالي، بحيث يدرك الأحاسيس والأفكار التي تدور داخله. وبالوقت ذاته يستخدم حواسه لمعرفة ما يدور حوله لضبط إصداره للأحكام، مما يساعد في:

    • بقاء الشخص هادئاً.
    • تجنب الشخص الأفكار السلبية أو السلوكيات الانفعالية.
    • التركيز على مهارات التأقلم أثناء المرور بموقف عاطفي صعب.

    تقبل الواقع

    يتمكن الشخص من تطوير طرق أكثر فاعلية لتعامله مع توتره، وتحمل المواقف المزعجة قدر الإمكان دون إيذاء النفس. فهو بذلك يتقبل الواقع والموقف كما هي، ومن الأساليب المستخدمة هنا:

      • التشتيت أو الإلهاء.
      • تحسين اللحظة.
      • التهدئة الذاتية.
      • الموازنة بين سلبيات وإيجابيات الخضوع للتوتر أو الضيق.

      التواصل الفعال

      يتعلم الشخص أساليب لتحسين علاقات الشخص مع الآخرين، ومع الوقت يصبح أكثر حزماً في هذه العلاقات، وخلال ذلك يتمكن الشخص من تحدي نفسه وعواطف في ممارسة التعامل الصحي مع الآخرين.

      تنظيم العاطفة

      من خلال التعرف على المشاعر التي يمتلكها الشخص، يمكنه إعادة تنظيمها، وبالتالي التمكن من إدارتها بطريقة أكثر فاعلية، مما يساعد في:

        • التقليل من الضعف العاطفي.
        • الحصول على تجارب عاطفية أكثر إيجابية.

         

        الاضطرابات التي يعالجها العلاج الجدلي السلوكي 

        غالبً ما يتم استخدام هذا النوع من العلاج في الحالات التي لا تستطيع إدارة العواطف أو التحكم فيها، لذلك فإن هذا العلاج فعال في الحالات التالية:

          • اضطراب الشخصية الحدية (BPD).
          • الإيذاء الذاتي.
          • السلوكيات الانتحارية.
          • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
          • اضطراب إدمان المخدرات.
          • اضطرابات الأكل المتنوعة، خاصة الأكل بنهم أو الشره المرضي.
          • الاكتئاب المزمن، والذي لم ينجح علاجه بالطرق الأساسية المتبعة لعلاج الاكتئاب.
          • اضطراب القلق المعمم.
          • اضطراب ثنائي القطب.
          • اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه (ADHD).
          تم تصميم العِلاج الجدلي السلوكي لعلاج اضطراب الشخصية الحدية (BPD)؛ ولكن تم تكييفه لعلاج حالات الصحة النفسية الأخرى.

           

          مكونات العلاج الجدلي السلوكي 

          يتم العلاج الجدلي السلوكي من خلال مكونات متنوعة حيث يمكن للمعالج استخدامها جميعها في علاج الحالة النفسية الواحدة، وهذه المكونات هي:

          التقييم المسبق

          من خلال مجموعة من الأسئلة التي يطرح الأخصائي النفسي على المريض، يمكن معرفة مدى ملائمة العلاج الجدلي السلوكي له، وإمكانية التزام المريض بمدة العلاج.

          العلاج الفردي

          وهي جلسات أسبوعية مدتها حوالي الساعة، يقوم الأخصائي النفسي خلالها بما يلي:

          • تكييف المهارات السلوكية المرجوة من العلاج بما يناسب الحياة الشخصية للمريض.
          • تمكين المريض من تطبيق المهارات المكتسبة على المواقف اليومية التي يمر به.
          • إلزام المريض بالواجبات المنزلية للتدرب وممارسة المهارات المكتسبة.

          العلاج الجماعي

          تكون غالباً جلسات أسبوعية مدتها ساعتين، حيث تعتمد على تواجد المريض ضمن مجموعة من المرضى ليتم تعليمهم:

          • المهارات السلوكية المطلوبة.
          • التمكن من التواصل والتفاعل بينهم.
          • اكتساب المهارات اللحظية غير المدرجة في الخطة العلاجية.

          التدريب عبر الهاتف

          حيث يحصل المريض على تعليمات من الأخصائي النفسي عبر الهاتف، للتمكن من تجاوز المواقف الصعبة بين الجلسات العلاجية، ومن المواقف التي يلجأ فيها المريض إلى هذا الإجراء:

            • عندما لا يتمكن من تطبيق إحدى المهارات التي تعلمها على المواقف الحياتية.
            • عندما يوارد المريض الأفكار الإيذائية أو يحاول السيطرة على نفسه.

             

            مراحل العلاج الجدلي السلوكي 

            يمر العلاج الجدلي السلوكي في أربع مراحل تعتمد على التغييرات الحاصلة على سلوكيات المريض، وهذه المراحل هي:

              • المرحلة الأولى: تهتم هذه المرحلة على سلوكيات المريض الخارجة عن السيطرة، مثل الأفكار الانتحارية أو إيذاء النفس، ومحاولة قدر الإمكان السيطرة على هذه التصرفات.
              • المرحلة الثانية: بعد التحكم بالسلوكيات الخطيرة، يبقى المريض يعاني من اليأس، لذلك تهدف هذه المرحلة إلى إخراج المريض من يأسه وتعلمه مهارات حياتية، مثل التنظيم العاطفي وتحمل الشدائد.
              • المرحلة الثالثة: تركز هذه المرحلة على العلاقات الاجتماعية والنظرة الذاتية، وتحسين الثقة بالنفس.
              • المرحلة الرابعة: تعمل هذه المرحلة على تحسين جودة الحياة، من خلال الاستمتاع بالتواصل مع الآخرين وإطفاء الفرح وإيجاد المعنى للحياة اليومية.

               

              الموازنة بين القبول والتغير في العلاج الجدلي السلوكي 

              يعتمد هذا العلاج على محورين أساسيين، هما القبول والتغيير، وذلك من خلال الموازنة في العلاج بينهما، ويكون ذلك على النحو التالي:

              تقنيات القبول

              يتمكن المريض من قبول ذاته في حال تمكن من فهم نفسه بشكل أفضل، وحدد الأسباب الكامنة خلف إيذائه لنفسه بشكل متكرر كلما تعرض للضيق.

              تقنيات التغيير

              ويكون باستبدال الأفكار الضارة بأخرى أكثر فائدة، مما يعني تحدي الأخصائي النفسي لأفكار المريض، ومن ثم تشجيعه على إيجاد طرق أخرى للتعامل مع الضيق.

               

              فوائد العلاج الجدلي السلوكي 

              بالإضافة إلى الحالات النفسية المذكورة سابقاً، فإن العلاج الجدلي السلوكي يفيد في المواقف اليومية، مثل:

                • عدم قدرة الشخص على التعامل مع عواطفه أو مشاعره بالطريقة الصحيحة.
                • امتلاك الشخص للمشاعر الحادة.
                • إن كان الشخص يعاني من تقلبات مزاجية متكررة.
                • تأرجح العلاقات الاجتماعية بين الجيدة والسيئة.
                • شعور الشخص باليأس وعدم الجدوى.
                • عند تجربة الشخص العلاجات النفسية الأخرى لحالته نفسية لكنها لم تنجح.
                • شعور الشخص أنه لا يمكنه التحكم بحياته، أو شعوره بعدم الرضا.
                • اعتماد الشخص على السلوكيات غير الصحية في التخلص من توتره وقلقه، مثل تعاطي المخدرات.

                يمكن استخدام العلاج الجدلي السلوكي لعلاج السلوكيات الانتحارية وغيرها من سلوكيات التدمير الذاتي.

                 

                الفرق بين العلاج الجدلي السلوكي والعلاج المعرفي السلوكي 

                على الرغم من أن كلاً من العلاجين يعتمد على تغيير السلوكيات غير المفيدة لدى المريض، إلا أن الفرق بينهما يتضح كما يلي:

                  • تقبل الواقع: لا يتطرق العلاج المعرفي السلوكي إلى اعتراف المريض بالمواقف وقبول الهوية، في الوقت الذي يركز العلاج الجدلي السلوكي على هذا الأمر.
                  • العلاج الجماعي: يعتمد العلاج الجدلي السلوكي بشكل أكبر على العمل الجماعي والاستفادة من خبرات الآخرين، بينما يكون الأمر غير محدد في العلاج المعرفي السلوكي.
                  • التطبيق الذاتية: يسهل تطبيق العلاج المعرفي السلوكي ذاتياً، بينما من الصعب تطبيق العلاج الجدلي السلوكي بشكل ذاتي.

                   

                  ممارسة العلاج الجدلي السلوكي ذاتياً

                  يعتبر هذا العلاج من العلاجات النفسية المعقدة، لذلك يصعب تطبيقها بشكل ذاتي بعيداً عن المتابعة المتخصصة، ولكن الخطوات التالية تساعد الشخص في اكتساب مهارات التأقلم وإدارة العواطف بشكل ذاتي:

                    • ممارسة اليقظة الذهنية أو التنفس العميق واستراتيجية إرخاء العضلات التدريجي.
                    • الحصول على بعض الموارد من مواقع الإنترنت، منها أوراق تحليل السلوك والبطاقات اليومية التي يستخدمها الأخصائي، وتعلم التمارين المتبعة.

                     

                    نصيحة عرب ثيرابي

                    يتجاوز العلاج الجدلي السلوكي حدود الاضطرابات النفسية، فهو يعمل على تحسين جودة الحياة اليومية للشخص، كما ينصح الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي باللجوء لهذا النوع من العلاج لما له من مميزات، من ضمنها:

                    • تعتبر فاعلية هذا النوع من العلاج طويلة الأمد.
                    • يمكن تطبيق العلاج على جميع الفئات العمرية والهويات الجنسية.
                    • توفير بيئة آمنة وداعمة للأشخاص المشاركين بالعلاج لتعلم وممارسة المهارات.
                    • يزيد العلاج من احترام أو تقدير الشخص لذاته.