ما ستجده في هذا المقال:
يعاني الكثير من الأشخاص من الوسواس القهري، حيث يسيطر هذا الاضطراب على الكثير من تفاصيل حياتهم، مما يؤثر سلباً على علاقاتهم أو جودة حياتهم، فما هو الوسواس القهري وكيف يتم علاجه.
الوسواس القهري
اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب نفسي يتسبب في قيام الشخص بتكرار الأفعال والأحاسيس غير المرغوبة بشكل قهري، أو يولد لديه الرغبة للقيام بذلك، بحيث:
- هذه الأفكار أو الأفعال قد تستغرق مدة لا تقل عن ساعة خلال اليوم.
- لا يملك الشخص القدرة على التحكم بها.
- لا يشعر الشخص بالاستمتاع عند قيامه بهذه الأفعال.
- لهذه الأفعال تأثير على جوانب متعددة من حياة الشخص.
أشكال الوسواس القهري
يكون اضطراب الوسواس القهري لدى الشخص على شكل واحد على الأقل من الأشكال التالية:
- التأكد والتحقق: حيث يقوم الشخص بشكل متكرر بالتحقق من أمور معينة لديه، مثل إغلاق الأبواب أو إطفاء الأفران. أو التأكد من الحمل لدى المرأة.
- التنظيف: وفيه يخاف الشخص من الأشياء الملوثة أو المتسخة، ويقوم بشكل قهري بتنظيفها.
- الترتيب: يقوم الشخص بهذا الشكل من الوسواس القهري بترتيب الأشياء أو تنسيقها بطريقة معينة وبشكل متكرر.
- التفكير: وهي أن تراود الشخص أفكار قد تكون متطرفة أو مؤذية بشكل متكرر. بحيث لا يستطيع التحكم بها أو إيقافها.
الوسواس القهري أكثر شيوعًا عند النساء منه عند الرجال
أعراض الوسواس القهري
لا يستطيع الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري التوقف عن السلوكيات أو الأفكار التي تراوده. وفي حال استطاع فإنه يشعر بالضيق أو التوتر الكبيرين، ومن ضمن هذه الأفكار والسلوكيات:
الوساوس الفكرية
قد يشكو الشخص المصاب بالوسواس القهري من أفكار وسواسية لا يمكنه منعها من الوصول إلى دماغه ويشعر بعدم الارتياح لوجودها، ومن هذه الأفكار:
- القلق تجاه الشخص نفسه أو تجاه المقربين منه.
- الانتباه بشكل مستمر العلامات الحيوية المختلفة للجسم، مثل التنفس أو الرمش. أو الحركة.
- الشك دون سبب بإخلاص الشريك.
- الخوف من التعرض للتلوث.
- تراود بعض الأفكار غير المرغوبة أو المحظورة، والتي تشكل حدود لا يمكن لمسها لدى الكثيرين. مثل الأمور الدينية والجنسية أو المعتقدات.
السلوكيات القهرية
بعض الأفكار الوسواسية يضطر الشخص إلى اتباعها ببعض السلوكيات التي لا يستطيع التحكم بها والتي تتيح المجال للشخص للتخلص من الفكرة الوسواسية، ومن الأمثلة عليها:
- القيام بالمهمة المطلوبة بطريقة معينة وترتيب محدد، أو القيام بالأمر بعدد معين يعتقد أنه يشكل عدد ذو معنى.
- القيام بالأمر من خلال العد، للتأكد من القيام به بالطريقة الصحيحة، مثل غسل اليدين بشكل متكرر عند الإصابة بوسواس غسل اليدين.
- الخوف من لمس بعض الأشياء أو استخدامها.
على الرغم من أنك قد لا ترغب في التفكير أو القيام ببعض الأمور، إلا أنك تشعر أنك لا تستطيع التوقف بسبب الوسواس القهري
أسباب الوسواس القهري
على الرغم من عدم معرفة السبب الأساسي وراء إصابة الشخص بهذا الاضطراب، ولكن بعض العوامل تساعد في ظهور الأفكار الوسواسية والسلوكيات القهرية لدى الشخص، ومن هذه العوامل:
- العامل الوراثي، حيث أن إصابة أحد أفراد العائلة بالوسواس القهري يزيد من احتمالية إصابة شخص آخر.
- الاضطرابات النفسية الأخرى، ففي حالة إصابة الشخص بالاكتئاب أو القلق أو التشنجات اللاإرادية يمكن أن يظهر لديه هذا الاضطراب.
- التعرض للاعتداءات الجسدية والنفسية أو الجنسية في السابق.
- بعض السمات الشخصية، مثل محاولة الشخص في الوصول إلى الكمال أو شعوره بتحمل المسؤولية.
- إصابة بعض الأطفال بأمراض مناعية عصبية مثل (PANDAS).
- الإصابة بنوع من أنواع الصدمات النفسية نتيجة التعرض لموقف صادم في السابق.
- العامل البيولوجي، حيث يمكن أن تكون الإصابة ناتجة عن تغييرات في توازن المواد الكيميائية التي يفرزها الدماغ.
الإصابات المباشرة على الدماغ، حيث أظهرت أحدث الدراسات أن اضطراب الوسواس القهري يمكن أن يظهر عند الشخص بعد تعرضه لإصابة في الدماغ
ارتباط الوسواس القهري مع الاضطرابات الأخرى
غالباً ما يرتبط هذا الاضطراب مع العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى، منها:
- اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه (ADHD).
- متلازمة توريت (Tourette syndrome).
- الاكتئاب الحاد.
- اضطراب القلق الاجتماعي.
- اضطرابات الأكل.
- اضطراب تشوه الجسم.
- فوبيا نتف الشعر (Trichotillomania).
- اضطراب القلق المعمم (Generalized Anxiety Disorder).
- حالات الاكتئاب، حيث تنطوي على تكرار لنفس الأفكار دون التعرض للسلوكيات القهرية.
- اضطراب الاكتناز (Hoarding Disorder).
- اضطراب كشط الجلد (Skin-Picking Disorder).
تشخيص الإصابة باضطراب OCD
عند تشخيص المعالج النفسي لاضطراب الوسواس القهري لدى الشخص، فإن مجموعة من الأسئلة سيتم طرحها على المريض، ومن ضمن هذه الأسئلة:
- ما المدة التي يستغرقها السلوك القهري أو الأفكار الوسواسية خلال اليوم.
- ما الإجراءات التي يتبعها الشخص في محاولة مقاومة أو التخلص من هذه الوساوس.
- ما مدى شعور الشخص بأن هذه الوساوس حقيقية بالنسبة له.
- ما مدى تأثر الحياة اليومية للشخص بهذه الوساوس.
- ما هي الأدوية التي يتناولها الشخص لاستبعاد الإصابة بالآثار الجانبية الناتجة عنها.
علاج اضطراب الوسواس القهري
في معظم الحالات، يجد الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب تحسناً ملحوظاً على حالته بعد الخضوع للعلاج المتكامل، حيث تشمل الخطة العلاجية:
العلاج المعرفي السلوكي
وخلال العلاج المعرفي السلوكي يمكن استخدام تقنية التعرض ومنع الاستجابة (ERP)، حيث يتم تعريض المريض لدراجات عالية من المحفز مع الطلب بألا يبدي أي سلوك قهري تجاه هذه المحفزات، فيقل مع الوقت ردود أفعاله أو تصبح المحفزات عادية لديه.
العلاج الدوائي
يمكن للطبيب النفسي وصف مجموعة من الأدوية التي تتكامل مع العلاج المعرفي السلوكي، ومن ضمن هذه الأدوية:
- تعمل أدوية علاج الاكتئاب على علاج الوسواس القهري، وغالباً ما تكون الجرعة أكبر من الجرعة التي يأخذها مريض الاكتئاب، ومن هذه الأدوية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل دواء زولفت (Zoloft).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل دواء أنافرانيل (Anafranil).
- مضادات الذهان، مثل دواء أبيليفاي (Abilify) أو دواء ريسبردال (Risperdal).
المساعدة الذاتية
للتمكن من الاستفادة من العلاجات السابقة بالشكل الكامل، لا بد أن يقوم الشخص ببعض التغييرات على نمط حياته الشخصية، حيث يمكن للاستراتيجيات التالية المساهمة في تقليل مستوى التوتر أو القلق:
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
- المحافظة على نظام غذائي متوازن.
- التواصل مع الآخرين والمحافظة على العلاقات الاجتماعية.
- اختيار إحدى تقنيات الاسترخاء والمواظبة عليها لملاحظة الفرق في التوتر مع مرور الوقت.
مضاعفات الإصابة الشخص باضطراب OCD
عند إصابة الشخص بالوسواس القهري قد يعاني من:
- ضياع الكثير من الوقت في القيام بالسلوكيات القهرية.
- قد تؤدي بعض السلوكيات القهرية إلى الإصابة ببعض الأمراض الصحية مثل التهاب اليدين الناتج عن وسواس غسل اليدين.
- تأثر بعض جوانب الحياة اليومية للشخص، مثل الحياة الاجتماعية او العمل والدراسة.
- اضطرابات في الحياة الاجتماعية لدى الشخص المصاب باضطراب OCD.
- تراجع جودة الحياة للشخص المريض.
- تراود بعض الأفكار الخاصة بالانتحار.
كلمة من عرب ثيرابي
على الرغم من أن الوسواس القهري يختلف باختلاف الأشخاص، ولكن عدم القدرة على ممارسة النشاطات الحياتية بشكل الطبيعي والتأثير السلبي الكبير على الحياة اليومية يحتم على الشخص طلب المساعدة النفسية المتخصصة. حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي ضرورة الحصول على المساعدة المبكرة ليتمكن الشخص من إعادة السيطرة على حياته.
