Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
تعديل سلوك الصراخ

تعديل سلوك الصراخ: من الصراخ إلى التواصل الفعّال

كثيرًا ما يعتمد الأطفال سلوك الصراخ بدون سبب، والذي يسبب الإحباط أو التوتر للأهل، وهنا يأتي دور طرق واستراتيجيات تعديل سلوك الصراخ عند الأطفال في مختلف أعمارهم وظروفهم.

 

تعديل سلوك الصراخ

إليك أفضل الطرق لتعديل سلوك الصراخ:

توتر بيئة منزلية هادئة

أحياناً كثيرة تكون بيئة المنزل مليئة بالإزعاج، وأصوات الموسيقى، والألعاب أو التلفاز، وفي هذه البيئة قد يلجأ الطفل للصراخ حتى يتم سماعه. أو حتى يحصل على الاهتمام، ولذلك يجب توفير بيئة منزلية هادئة وآمنة لا تستدعي الطفل للصراخ حتى يحصل على الاهتمام.

المحافظة على الهدوء

تعديل سلوك الصراخ عند الأطفال يحتاج الكثير من الصبر أو المرونة، لذا يجب المحافظة على الهدوء عند التعامل مع الطفل وهو يصرخ، دون أن يتم الصراخ عليه! لن يفعل ذلك شيئًا ولكن يزيد من صراخه.

تجنب الصراخ

غالبًا ما يقلد الأطفال الناضجين من حولهم. وإذا كان التصرف السائد بين الناضجين هو الصراخ على بعضهم أو على الطفل، يكون من المستحيل تقريبًا تعديل سلوك الصراخ عند الطفل.

التحدث بهدوء داخل المنزل

يجب فرض قاعدة منزلية تنص على ضرورة التحدث بهدوء داخل المنزل، وبصوت منخفض لكن مسموعاً، وعند التواجد في الخارج أو في أماكن مزعجة ومليئة بالضوضاء لا بأس من رفع الصوت أثناء التحدث.

تشتيت الانتباه

قد يكون سلوك الصراخ متكرراً كثيرًا عند الأطفال، وقد يبدأ الصراخ داخل المنزل بطريقة مجنونة. وفي هذه الحالة يمكن محاولة تشتيته من خلال إشغاله في نشاط آخر، أو الذهاب في نزهة للخارج حتى يهدأ، وينسى سبب انزعاجه.

فرض الاحترام

يتعلم الأطفال بشكل أكبر من القدوة، وتكون سلوكياتهم ردة فعل لتصرفات الناضجين من حولهم، وإذا لم يقم الناضجون بالتعامل في احترام وإيجابية معهم. سوف ينعكس ذلك بطريقة سلبية على سلوك الأطفال، ولن يشعروا بضرورة احترام الآخرين.

التواصل البصري

التواصل وجهًا لوجه والتواصل البصري يساعد في السيطرة على سلوك الطفل، وسوف يمنحه انطباعًا بأنه لا حاجة للصراخ عند التواصل مع الآخرين، بل كل ما عليه فعله هو التحدث وجهًا لوجه.

وضع قوانين منزلية

يجب المحافظة على بيئة إيجابية حول الطفل عند الرغبة في تعديل سلوك الصراخ، وذلك من خلال وضع قوانين منزلية، وروتين منزلي منتظم وهادئ، كما يجب توضيح السلوكيات المقبولة والممنوعة في المنزل، والتي يجب أن يكون من ضمنها منع الصراخ.

اشرح له أن الصراخ “ليس شكلاً مقبولاً للتواصل”. وإذا أراد القيام بشيء بالطريقة الصحيحة عليه أن يتحدث بشكل طبيعي.

التحدث مع الطفل

قد يكون سلوك الصراخ عند الطفل هو طريقته في التعبير عن نفسه لأنه لا يعرف طريقة أخرى لذلك، ومن المهم أن يقوم الوالدان في تعليم الطفل أهمية التحدث والنقاش بشكل طبيعي للتعبير عن النفس.

تقبل المشاعر

إذا كان الطفل يصرخ لأنه يرغب في جذب اهتمام أحد الوالدين يجب النظر لأسباب صراخه؛ قد يكون غير مرتاح أو مرتبك، أو في وضع جديد غير معتاد عليه. ولا بأس من سؤاله عن مشاعره وسبب صراخه، وإذا كان يرغب في تغيير المكان المتواجدين به.

التجاهل

لن يكون تجاهل الصراخ أمرًا سهلًا، ولكن إذا كان التصرف متكررًا، وبدون سبب، وكان الطفل يصرخ للحصول على أي اهتمام أو استجابة لمطالبه في داخل المنزل يمكن تجاهله، والذي يعطي الطفل انطباع أن صراخه لا يمنحه ما يريد.

توضيح الحدود

يجب التحدث إلى الأطفال بشكل مسبق أن سلوك الصراخ غير مقبول أبدًا، وعن عواقبه، مع ضرورة توضيح العقاب.

 

استراتيجيات تعديل سلوك الصراخ 

تعتمد استراتيجيات تعديل سلوك الصراخ التالية على منع دخول الطفل في نوبة صراخ أو نوبة غضب:

الاهتمام الإيجابي

يجب تقديم الكثير من الاهتمام الإيجابي للأطفال في جميع الأعمار، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الآتي:

  • مكافأة الطفل على الأفعال الجيدة.
  • تعزيز السلوكيات الإيجابية التي يقوم بها الطفل.
  • مدح جميع السلوكيات الجيدة المرغوب بها.

منح القليل من السيطرة

منح الطفل حرية الاختيار أو السيطرة على بعض الأمور البسيطة تساعده في التعبير عن ذاته، وتعزيز استقلاليته، والذي يؤثر إيجابيًا في تعديل سلوك الصراخ، وذلك من خلال جعله يختار الملابس التي يرغب في ارتدائها. أو منحه خيارات للعصير الذي يرغب في شربه، أو الوقت الذي يريده لتنفيذ مهمة ما.

إبعاد المحظورات عن نظر الطفل

أحيانًا يكون سبب الصراخ هو الرغبة في الحصول على شيء لا يمكن للطفل الحصول عليه. وتجنبًا لهذه الموقف يفضل وضع جميع الأشياء الممنوعة أو المحظورة بعيدًا عن نظر ومتناول يد الطفل.

تعلم مهارات جديدة

من استراتيجيات منع سلوك الصراخ عند الأطفال هي مساعدتهم على تعلم مهارات جديدة تزيد من شعورهم بالفخر والثقة بالنفس، ويمكن تحقيق ذلك من خلال توكيل الطفل القيام ببعض المهام الصغيرة، وزيادة صعوبتها تدريجيًا.

لعبة الصراخ

عندما يبدأ الطفل بالصراخ يمكن تحويلها إلى لعبة؛ حيث تبدأ اللعبة بالصراخ قدر الإمكان، ومن ثم التبديل إلى حركات أخرى مثل الهمس، أو وضع اليدين على الأذنين والقفز لأعلى وأسفل، هذه اللعبة تساعد كثيرًا في تعديل سلوك الصراخ لأنه يصبح لعبة ممتعة.

تعلم طرق التعامل مع المشاعر

من المهم للغاية عند الرغبة في تعديل سلوك الصراخ عند الطفل أو منعه أن يتم تعليم الطفل الطرق الصحيحة للتعبير عن مشاعره، وكيفية التعامل معها بعيدًا عن الصراخ.

الرعاية 

شعور الطفل بالجوع أو النعاس دون توفيرها له قد يجعله يصاب بنوبة غضب ويبدأ في سلوك الصراخ. ولكن يمكن تجنب ذلك من خلال الحرص على نومه لوقت كاف، وحصوله على طعام صحي ومغذ.

تذكّر دائمًا، أن أغلب سلوكيات الأطفال تكون مكتسبة من البالغين من حولهم. لذا من الضروري أن لا تفعل السلوك الذي لا ترغب أن يفعله الطفل.

 

تعديل سلوك الصراخ عند البالغين

من طرق تعديل سلوك الصراخ عند الأطفال هو تعديله عند البالغين، وعند الوالدين أولًا، ويمكن تغييره من خلال:

  • تجنب الصراخ على الطفل مهما كان السبب، ومهما حاول الطفل استفزاز والديه أو إغضابهم.
  • التواصل مع الأطفال وجهًا لوجه، وعند النداء عليهم يفضل الذهاب إلى مكان الطفل والنداء عليه بصوت مقبول.
  • إغلاق أي أجهزة إلكترونية، والتخلص من مصادر الإزعاج عند التحدث؛ للمحافظة على نبرة صوت هادئة.
  • التحدث بإيجابية مع الأطفال.
  • وضع جدول مهام روتيني والالتزام به؛ لتجنب كثرة النقاشات التي تؤدي للغضب والصراخ.

 

كلمة من عرب ثيرابي

عندما يكون الطفل قادرًا على التكلم، والتعبير عن نفسه باستخدام الكلمات، ومع ذلك يعتمد سلوك الصراخ للتواصل، ولم تنجح معه أي من طرق واستراتيجيات تعديل سلوك الصراخ، في هذه الحالة يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي بضرورة الحصول على المساعدة المتخصصة، وبشكلٍ خاص إذا ظهرت الأعراض التالية:

  • الاستيقاظ في الليل والصراخ، الذي يشير عادةً إلى الذعر الليلي أو اضطرابات النوم.
  • عندما لا يطور الطفل الكلام كما يجب؛ يُفترض أن يكون في عمر سنة ونصف قادر على تقليد الأصوات، وفهم الكلمات.
  • إيذاء النفس مع الاستمرار في الصراخ، مثل ضرب الرأس، أو سحب الشعر.