Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
جنون العظمة | البارانويا: ما هي، أسبابها، وطرق علاجها

جنون العظمة | البارانويا: ما هي، أسبابها، وطرق علاجها

تفكير الشخص بأنه “محور الكون”، أو أن هناك أحدًا ما يتحكم به قد تكون دلالة على الإصابة بـ جنون العظمة، وليس ذلك فقط. بل يُمكن أن يعتقد الشخص أنه يتم التحدث عنه أو مراقبته من خلف ظهره.

 

ما هو جنون العظمة؟

الذي يعرف أيضًا باسم بارانويا هو تفكير أو شعور الشخص كأنه يتعرض للتهديد حتى دون وجود أي دليل يدل على ذلك. كما أنه يمتلك شكوك مبالغ بها، وهو أحد أعراض الاضطرابات النفسية ولكنه ليس اضطراب نفسي بحد ذاته.

 

أنواع البارانويا 

ترتبط البارانويا في 3 أنواع أو حالات رئيسية، وهي:

اضْطراب الشخصية الارتيابية

يعد النوع الأخف من أنوع البارانويا؛ لأنه على الرغم من قلة الثقة بالعالم يبقى الشخص قادرًا على العمل أو ممارسة حياته. ولا يكون من السهل اكتشاف السلوكيات التي ترتبط بهذا الاضطراب إلا بعد معرفتها.

الاضطراب الوهمي بالبارانويا 

يتميز في هيمنة فكرة أو اعتقاد خاطئ واحد دون أي علامة على المرض النفسي، ويعتمد سلوك الشخص على الوهم الذي يعاني منه؛ على سبيل المثال الشخص الذي لديه وهم الاضطهاد يعتقد أن الآخرين يتجسسون عليه.

الفصام المصحوب بالبارانويا

يعتبر النوع الأكثر شدة للبارانويا؛ حيث يسبب للشخص أوهام غريبة كالاعتقاد بأن أفكار المرء تبث عبر الراديو، والهلاوس الكبيرة.

ليست كل الشكوك دليل على البارانويا. الشكوك المنطقية هي الشكوك التي لديك دليل عليها.

 

أسباب جنون العظمة 

هناك العديد من الأسباب المحتملة للإصابة في البارانويا، ومنها:

قلة النوم

ليس المقصود هنا اضطراب النوم ليلة واحدة أو عدة ليالي قليلة. ولكن الانتظام في النوم لساعات قليلة لوقت طويل من الليالي يؤثر على تفكير الشخص ويصبح مشوشًا، كما يُصبح من الصعب عليه التفاهم مع الآخرين، بالإضافة لاحتمالية مواجهة الهلاوس.

الضغط العصبي

عندما يتصاعد التوتر والقلق في الحياة يبدأ الشخص في الارتياب من الآخرين، ويسبب ظهور أفكار تتعلق في جنون العظمة.

الاضطرابات النفسية

من الأسباب الرئيسة للبارانويا هي الاضطرابات النفسية ، وذلك مثل:

تعاطي المخدرات

العقاقير أو الكحول، والمخدرات، والمنشطات تحتوي على نسب من المواد الكيميائية التي تؤدي للإصابة في البارانويا لفترات قصيرة، وبمجرد أن يتم التخلص من المواد الكيميائية يتم التخلص من الجنون أيضًا.

فقدان الذاكرة

يمكن للأمراض المتعلقة في فقدان الذاكرة أن تزيد من مخاطر الإصابة في البارانويا مثل الخرف أو ألزهامير؛ حيث أنها تغير عقل الشخص ويصبح متشككًا بالآخرين.

يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالبارانويا نتيجة التغيرات المرتبطة بالعمر بالسمع، والبصر، أو الحواس الأخرى.

الأدوية

بعض أنواع الأدوية يكون لها تأثير ضار قد يؤدي للبارانويا مثل الأمفيتامينات، وبعض الأدوية عند التوقف عن تناولها قد يصاب الشخص في أوهام البارانويا.

العوامل البيئية

خوض أي تجربة حياتية صعبة أو التعرض للصدمة قد يكون من أسباب البارانويا، وذلك مثل:

    • الصدمة النفسية.
    • التعرُّض للإساءة في مرحلة الطفولة أو الشباب.
    • العزلة أو الانسحاب الاجتماعي.
    • التغييرات الكبيرة في حياة الشخص مثل فقدان الوظيفة، أو موت أحد الأحباء، أو التعرض لأزمة صحية كبيرة.

     

    أعراض وعلامات جنون العظمة

    تظهر العديد من العلامات والأعراض التي تدل على البارانويا، وأبرزها:

      • التعرّض للإهانة بسهولة.
      • مواجهة صعوبة في الوثوق بالآخرين.
      • عدم تقبل أي نوع من النقد.
      • فهم المعاني السلبية أو الضارة لملاحظات الآخرين.
      • الموقف الدفاعي بانتظام أو العدائية أيضًا.
      • لا يكون الشخص قادرًا على التنازل.
      • صعوبة كبيرة في النسيان أو الغفران للآخرين.
      • الافتراض أن الآخرين يتحدثون عنه بشكل سيء من خلف ظهره دائمًا.
      • الإفراط في الشك، والاعتقاد الدائم بأن الآخرين يخدعونه ويكذبون عليه.
      • فقدان القدرة على الثقة في أي شخص.
      • تكون العلاقات صعبة بالنسبة للشخص المصاب بالبارانويا.
      • الاعتبار أن العالم مكانًا للتهديد المستمر.
      • الشعور بالاضطهاد من العالم كاملًا.
      • الإيمان في نظريات المؤامرة التي لا أساس لها من الصحة.
      • الميل للجدل.
      • اليقظة المفرطة.
      • الخوف من التعرض للاستغلال أو الخداع.
      • انعدام القدرة على الاسترخاء.
      • الانشغال أو القناعة بأن الآخرين لديهم دوافع خفية.

      لدى معظم الأشخاص أفكار بارانويا حول التهديدات أو الأذى الذي يلحق بهم، ولكن عندما تسيطر عليهم تصبح مثيرة للقلق

       

      تشخيص جنون العظمة

      أحيانًا يكون من الصعب تشخيص الحالة المسببة للبارانويا؛ لأن الإحساس المبالغ به بعدم الثقة هو أمر شائع للعديد من الاضطرابات النفسية أو الأمراض، كما أن الشخص المصاب بالبارانويا قد يتجنب الأطباء، والمستشفيات، والأماكن الطبية الأخرى خوفًا من التعرض للأذى، ويشمل التشخيص الأمور التالية:

        • التاريخ الطبي.
        • الفحص البدني.
        • تقييم الأعراض.
        • الاختبارات النفسية.
        • اختبارات لاستبعاد الاضطرابات النفسية الأخرى التي قد تكون سببًا في الأعراض.

         

        علاج البارانويا

        يعتمد علاج البارانويا على شدة الأعراض، والسبب خلف الإصابة بها، وقد يتم الدمج بين أكثر من طريقة علاج حسب ما يوصي به الطبيب، وذلك مثل:

        الدواء

        يمكن وصف الأدوية المضادة للذهان عندما يكون الشخص مصابًا في البارانويا وأحد الاضطرابات النفسية مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب، أو مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق، ومثبتات الحالة المزاجية.

        العلاج النفسي

        يساعد العلاج النفسي الأشخاص المصابين بالبارانويا على الأمور التالية:

          • تطوير مهارات أفضل في التأقلم والتواصل.
          • الاختبار الواقعي لمعتقداته وأفكاره المختلفة.
          • تعلّم كيفية بناء وتطوير ثقة أكبر في الآخرين.
          • إيجاد طرق لإدارة المشاعر أو التعبير عنها بطرق أكثر تكيفًا.
          • تحسين احترام الشخص لذاته، ورفع ثقته بنفسه.

          العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

          يعتبر أحد العلاجات الشائعة في علاج جنون العظمة، حيث أنه يوضح للشخص كيف يمكن لأفكاره أن تؤثر على سلوكه، كما أنها تسمح لكل من المعالج والمريض بفحص السلوكيات.

          في الحالات الشديدة، قد يحتاج الشخص إلى البقاء في المستشفى حتى تستقر الحالة المسببة للبارانويا.

          العلاجات الرقمية

          في الآونة الأخيرة بدأ الباحثون في اكتشاف خيارات العلاج الرقمي للبارانويا، وذلك مثل:

          المهارات الحياتية

          حتى ينجح العلاج يجب أن يثق الشخص في المعالج أنه يرغب في تقديم المساعدة له، وليس لديه أي غايات أو أهداف أخرى، ولذلك يعمل المعالج على تعزيز وبناء بعض المهارات الحياتية عند المريض، ومنها:

            • الاتصال: للتعبير عن المخاوف بطريقة أكثر ارتباطًا.
            • الاسترخاء: لتقليل القلق الناجم عن الأفكار في البارانويا.
            • اليقظة: لتحديد وتجنب المحفزات التي قد تثير البارانويا.

             

            كلمة من عرب ثيرابي

            بالإضافة إلى العلاج، يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أنه من خلال قيام الشخص ببعض الأمور يمكنه التعامل مع البارانويا، وذلك مثل:

              • تجنب تناول العقاقير الترويحية والكحول؛ لأنها تُحفز البارانويا.
              • الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة كل ليلة.
              • اتباع عادات النوم الجيدة لتسهيل النوم خلال الليل.
              • الالتزام في ممارسة تمارين التأمل واليقظة؛ لأنها تساعد على التقليل من التوتر والقلق.
              • الاحتفاظ في مفكرة لتتبع تطور البارانويا مع مرور الوقت؛ لتحديد المحفزات والأسباب التي تسببها.
              • التواجد حول أشخاص داعمين وإيجابيين يساعدون الشخص على التقليل من الأفكار المجنونة، والهلاوس، والأوهام.