Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
رهاب الضوضاء

رهاب الضوضاء

عند المشاركة بالمناسبات، فمن الطبيعي أن ينزعج الشخص من صوت الموسيقى المرتفع، أما في حالة الإصابة بالذعر والقلق الشديد من الموسيقى فهذا ليس بالأمر الطبيعي وعندها يمكن القول إن الشخص يعاني من رهاب الضوضاء

 

رهاب الضوضاء

رهاب الضوضاء (Phonophobia) أو فوبيا الضجيج هو نوع من أنواع اضطرابات القلق، ومن أصناف الفوبيا المحددة، يعاني الشخص فيه من الخوف والقلق الشديد غير المبرر من الأصوات العالية، خاصة المفاجئة منها. ولكن الشخص لا يعاني من أي نوع من أنواع اضطرابات السمع الحسية.

 

أسباب رهاب الضوضاء

كباقي أنواع الرهاب، السبب الرئيسي لفوبيا الضوضاء غير معروف، ولكن بعض العوامل تلعب دوراً هاماً في ظهور الذعر عند بعض الأشخاص، ومن هذه العوامل:

  • العامل الوراثي، حيث يمكن أن ينتقل هذا الخوف وراثياً بين الأجيال.
  • الإصابة بأنواع أخرى من اضطرابات القلق يحفز الإصابة برهاب الضوضاء.
  • الإصابة بأنواع الصدمات النفسية، سواء كانت صدمة حادة أو صدمة نفسية معقدة.
  • الإصابة بالتوحد سواء لدى الأطفال أو الكبار.
  • إصابة الشخص باضطرابات سمعية مما أدى إلى تطور فوبيا الضجيج لديه.
  • كسلوك مكتسب للأطفال عند ملاحظتهم هذا النوع من الرهاب عند أحد الوالدين.
  • التجارب السابقة المرتبطة بالأصوات المرتفعة قد تؤدي إلى تطور الخوف لدى الشخص.
  • الإصابة باضطرابات بالغدة الكظرية، تؤدي إلى زيادة القلق والتوتر لدى الشخص، وبالتالي الإصابة بفوبيا الضوضاء.

في حال كان الشخص يعاني من الصداع النصفي، فإن الأصوات المرتفعة قد تكون بالنسبة له مصدراً للذعر.

 

أعراض رهاب الضوضاء

تصبح نشاطات الشخص اليومية صعبة عندما يعاني من رهاب الضوضاء، حيث تظهر مجموعة من الأعراض أثناء الشعور بالضوضاء أو بعدها، ومن هذه الأعراض:

  • الشعور بالقلق من البيئات والمواقف الصاخبة.
  • الشعور بالخوف الشديد من الأصوات المرتفعة.
  • التعرق بشكل مفرط أو ملاحظ.
  • زيادة في ضربات القلب أو عدم انتظامها.
  • الشعور بضيق في التنفس.
  • الشعور بألم في الصدر.
  • الإحساس بالدوخة والدوار وعدم الثبات.
  • الشعور بالغثيان أو الرغبة بالتقيؤ.
  • الرغبة بالهروب من الموقف المزعج.
  • احتمالية الإغماء عند التعرض للأصوات المرتفعة.
  • احتمالية الإصابة بنوبة هلع يكون كبير جداً.
  • الشعور بالتقلبات المزاجية الشديدة بعد سماع الأصوات المرتفعة.
  • الإصابة باضطرابات بالجهاز الهضمي والشعور بعدم الراحة في المعدة.

 

فوبيا الضجيج والأطفال

في حالة انزعاج الطفل من الأصوات العالية، فلا بد من فحصه من قبل طبيب متخصص للتأكد من عدم إصابته باحتداد السمع، حيث أن بكلا الحالتين يعاني الطفل من الانزعاج، وقد يظهر ذلك من خلال:

  • وضع الطفل يديه على أذنيه لمحاولة تقليل الصوت المزعج أو للتنبيه لمدى انزعاجه.
  • ابتعاد الطفل عن مكان الأصوات المرتفعة والهروب إلى مكان أكثر هدوء.
  • شعور الطفل بالضيق الشديد من الأصوات التي لا تبدو مرتفعة جداً بالنسبة لغيره من الأشخاص.

 

تشخيص رهاب الضوضاء

غالباً ما يعتمد المعالج النفسي على بعض الأسئلة الموجهة للمريض مثل مدى تأثر حياته اليومية بانزعاجه والأعراض التي يعاني منها ومحفزاتها، بالإضافة إلى المعايير الموجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية والتي تتضمن:

  • مستوى الخوف المفرط الذي يعاني من الشخص تجاه الصوت المرتفع.
  • حدوث رد فعل فوري وآني على الصوت المثير للذعر.
  • الخوف المتكون يؤدي إلى تجنب الشخص الموقف المثير للذعر أو يجعله يتحمله بصعوبة.
  • الخوف الناتج عن المواقف المتكررة تجعل الشخص يتجنب أو يبتعد عن النشاطات الحياتية.
  • ظهور أعراض رهاب الضوضاء لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
  • لا يمكن تشخيص الحالة كنتيجة لحالات صحية أخرى.

 

علاج رهاب الضجيج

تعتبر فوبيا الضوضاء من أنواع الفوبيا التي يمكن علاجها بسهولة، حيث يمكن للمعالج النفسي الاختيار العلاج المناسب للمريض من بين مجموعة العلاجات التالية:

  • علاج بالتعريض (Exposure therapy): وفيه يتم تعريض المريض لمخاوفه والمواقف التي تثير ذعره بشكل متكرر وبأسلوب منهجي منظم، بجلسات فردية أو مجموعات علاجية.
  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يمكن استخدام هذا الأسلوب بالتزامن من العلاج بالتعريض لاستبدال الأفكار والسلوكيات غير المرغوبة من قبل المريض، بأفكار أكثر تقبلاً وواقعية.
  • تمارين الاسترخاء: تعمل تقنيات الاسترخاء المختلفة على التخلص من التوتر والقلق المتكون لدى المريض نتيجة تعرضه للمواقف المحفزة بشكل مستمر.
  • الأدوية: يمكن استخدام الأدوية التي من شأنها أن تقلل من أعراض اضطرابات القلق والتوتر الناتج عنها.
عادة ما يكون العلاج النفسي هو كل ما يلزم لعلاج رهاب الضوضاء؛ ولكن في بعض الأحيان يمكن وصف الأدوية بالتزامن مع العلاج النفسي.
 

التعامل مع رهاب الضوضاء

يمكن ببعض الخطوات التعامل مع فوبيا الضجيج بطريقة أكثر واقعية، وهذه الخطوات هي:

  • مواجهة الخوف والذعر الناتج عن الضوضاء دون الشعور بالخجل أو الإحراج.
  • حالات الإخفاقات المتكررة في التغلب على هذا الرهاب يجب ألا تكون مبرراً للتوقف عن المحاولة، بل يمكن التعلم منها بشكل مستمر.
  • إعادة التفكير بالقلق الناتج عن فوبيا الضوضاء، والنظر إلى الأمور بطريقة أخرى.
  • اللجوء إلى العلاج النفسي في حالة عدم التمكن من التغلب على القلق بطريقة شخصية.

 

مصطلحات أخرى لرهاب الضوضاء

لرهاب الضوضاء مصطلحات أخرى تشير إلى المعنى ذاته، مثل:

  • سوتوفوبيا (Sonophobia).
  • ليجيروفوبيا (Ligyrophobia).
  • فوبيا الأصوات العالية.

 

حالات أخرى للصوت غير المريح

هناك عدد من الحالات التي ترتبط بالأصوات بحيث تصبح غير مريحة، سواء كانت هذه الأصوات عالية أم لا، ومن هذه الحالات:

  • هايبرأكيوسيس (Hyperacusis): وهو اضطراب مرتبط بالسمع، يجعل الشخص يسمع الأصوات بشكل عال على الرغم من عدم علوها، ومن أسبابه الإصابات في الدماغ واضطراب ما بعد الصدمة.
  • ميسوفوبيا (Misophonia): وهي حالة عاطفية، يعاني فيها الشخص من ردود فعل عاطفية شديدة مثل الكره والذعر من صوت الأكل.

 

علاقة فوبيا الضوضاء بالحالات الطبية الأخرى

في بعض الحالات لا يشكل رهاب الضوضاء مشكلة بحد ذاته، إنما هو دليل أو عارض من أعراض الإصابة بحالة صحية أخرى مثل:

  • الإصابة بالصداع النصفي (Migraine Headaches).
  • إصابة الشخص بمتلازمة كلايف ليفين (Kleine-Levin Syndrome).
  • الإصابات المتعلقة بالدماغ.

 

التوحد ورهاب الضوضاء 

أثبتت الدراسات أن الاشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) يعانون من أشكال متنوعة من الفوبيا بالإضافة إلى رهاب الضوضاء، حيث أنهم:

  • يشكون من القلق المتزايد، لذلك فهم غالباً ما يربطون بين الأصوات المرتفعة والتوقعات السيئة أو الأحداث غير السارة.
  • يعانون من فرط الحساسية الحسية، لذلك قد يسمعون الأصوات أعلى مما هي عليه في الواقع.

 

فوبيا الضوضاء وسدادات الأذن

من السلوكيات المتبعة قديماً عند الإصابة بفوبيا الضوضاء، هو إغلاق الأذنين بالسدادات، مما يقلل الصوت الواصل إليهما، إلا أن النتيجة كانت سلبية، حيث أن قلة التحفيز الصوتي زاد من حساسية المسارات العصبية المسؤولة عن نقل الأصوات إلى الدماغ.

 

كلمة من عرب ثيرابي

يمكن للشخص التعامل مع هذا النوع من الرهاب بطرق متنوعة، ففي الوقت الذي يمكنه تجنب المواقف المزعجة وعزله نفسه، فهو يؤثر على نفسه بطريقة سلبية، لذلك يفضل الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي استبدال هذه السلوكيات بأخرى أكثر إيجابية من خلال:

  • وضع سماعات الكبيرة للاستماع إلى الموسيقى أو أي أصوات مفضلة.
  • تركيز الشخص على صوته الخاص.
  • تشتيت الانتباه عند التعرض للمواقف المحفزة.
  • ممارسة الحديث الإيجابي الداخلي مع النفس.