Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
أحلام اليقظة

أحلام اليقظة: كيف يمكنها تغيير حياتك للأفضل؟

غالباً ما ترتبط أحلام اليقظة بالصفات السلبية للشخص، ولكن يمكن من خلال توجيهها التوجيه الصحيح، واستغلالها بكفاءة وفاعلية أن تكون إحدى أهم التقنيات التي يمكن استخدامها للوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة.

 

أحلام اليقظة

أحلام اليقظة (Daydreaming) هي تجربة عفوية لا يحفزها شيء، والتخيل الذي يعيشه الشخص وهو مستيقظ، حيث أنها تيار متسلسل من الوعي يستمر لبضع ثواني، وعلى الرغم من أنها تُشعر الشخص بالراحة، ولكن الكثير من الأمور تحدث داخل الدماغ خلال هذه الفترة.

يتفق العلماء على أننا نقضي ما بين 30% إلى 50% من وقتنا في أحلام اليَقظة.

 

أساليب أحلام اليقظة

تحدث أحلام اليَقظة بأسلوبين مختلفين، هما:

    • أحلام اليقظة المتعمدة (Intentional Daydreaming): حيث يقصد الشخص الانخراط بها متعمداً، وتساعد غالباً في زيادة التحفيز، بالإضافة إلى إيجاد حل للمشكلات.
    • أحلام اليقظة غير المقصودة (Unintentional Daydreaming): وهي الأحلام التي لا يتعمد الشخص حدوثها، إذ أنها تحدث أثناء قيامه بمهامه، مما يتسبب في إزعاجه.

     

    فائدة أحلام اليقظة

    سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، فإن لأحلام اليقظة الكثير من الفوائد للشخص، حيث تتمثل هذه الفوائد في:

    تحرير العقل من المحفزات

    يعاني الشخص من المعلومات المتراكمة، أو منالاستمرار في مواكبة خطى الحياة المتسارعة، مما يزيد الضغط الواقع على الشخص، بالإضافة إلى إرهاق العقل بشكل كبير، لذلك تعتبر هذه الأحلام :

      • منفذاً مناسباً لهذا الكم الهائل من الضغوطات.
      • السماح بتولد الأفكار بحرية كاملة دون أي قوة قسرية.
      • تعزيز الاسترخاء الذهني أو مهارات الاستكشاف.

      ترتبط هذه الأحلام بالإبداع، كما أنها طريقة فعّالة لحل المشكلات، من خلال إيجاد طرق لتوليد الأفكار ومسارات جديدة يمكن اتباعها

      زيادة الإنتاجية

      على الرغم من أن الأحلام غير المقصودة قد تقاطع المهام وتشتت الأفكار، ولكن تساعد في زيادة الإنتاجية، أما تعمد الأحلام، فلا شك أن له دور في الإنتاجية، حيث أن:

        • العقل يحتاج إلى فترات من الاسترخاء لزيادة الإنتاجية.
        • الاستمتاع ببعض الوقت بين فترات المهام الموكلة، مما يسمح للشخص الشعور بالراحة من جديد.
        • يعتبر التخيل طريقاً نحو الوجهة المحددة.
        أثبتت إحدى الدراسات أن أحلام اليَقظة تزيد من الإنتاجية والإبداع 41%.

        التخلص من التوتر 

        تعمل أحلام الواقع بالفاعلية ذاتها التي تعمل بها تقنيات الاسترخاء من التنفس العميق أو التأمل، حيث تعتبر علاجاً طبيعياً للتقليل من التوتر والقلق الذي يشعر بهما الشخص.

        استخدام مناطق مختلفة من الدماغ

        عند تجول الشخص بأحلامه، فإن أجزاء متنوعة من الدماغ تعمل في وقت ذاته، حيث يمكن القيام ببعض الروابط بين المعلومات المتراكمة في الدماغ، والتمكن من الاستفادة منها.

        تحقيق الأهداف 

        في بعض الأحيان، قد تُشعر أحلام اليقظة الشخص بالإحباط، ولكن حدوثها بطريقة منظمة قد يساعد في تحقيق الأهداف. حيث تعتبر كممارسة ذهنية بدلاً من الجسدية للوصول إلى الهدف، مما يساعد في:

          • ترتيب الأفكار الخاصة بالهدف.
          • تخيل الخطوات المناسبة في السعي نحو الهدف.
          • تخيل العقبات، وتكوين الحلول المسبقة لها.

          الحفاظ على العلاقات 

          يمكن أن يتسبب البعد أو الانشغال في الحياة اليومية بانقطاع العلاقات من الأصدقاء أو المقربين، لذلك يمكن استخدام هذه الأحلام للحفاظ على المشاعر والتقرب منهم ذهنياً بدلاً من تركهم يبتعدون بسهولة.

          الاستعداد للمشكلات

          باستخدام الأحلام المتعمدة، يمكن تخيل بعض المواقف التي غالباً ما يعيشها الشخص بشكل مفاجئ، والاستعداد لها مسبقاً، مثل تخيل التعرض للسرقة وما يمكن فعله في هذا الموقف.

           

          استخدام أحلام اليقظة لتقليل القلق

          بعد يوم شاق أو الدخول في بعض المشكلات الحياتية، يمكن استخدام أحلام اليَقظة المتعمدة لتقليل القلق أو التوتر الناتج عن الأمر، ويمكن ذلك من خلال:

            • النظر بعيداً عن المكتب أو العمل أو أي مشتت يمكن أن يمنع تدفق التفكير.
            • التنفس ببطء شديد وبشكل متكرر.
            • التفكير بشيء ممتع يكون ذو معنى للشخص، بعيداً عن مشكلات الحياة اليومية.

             

            أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف

            في الوقت الذي لا تتجاوز الأحلام المفيدة في اليقظة عدة ثواني، فإن الشخص الذي يلجأ إلى أحلام اليَقظة للهروب من المشكلات أو التكيف معها قد يقضي عدة ساعات في تخيلاته، حيث أنها:

              • في معظم الحالات تُدخل الشخص في موجة من التخيلات لا يمكنه السيطرة عليها، حيث تصبح سلوكيات قهرية.
              • تتداخل هذه الأحلام هذه مع العديد من الاضطرابات النفسية والعصبية.
              • في كثير من الأحيان، لا يمكن للشخص إكمال المهام الموكلة إليه، كما يصعب عليه الحفاظ على التفاعلات الصحية.
              • يعتقد العلماء أن أحلام الواقع المفرطة لا تعتبر حالة نفسية، وإنما هي إلا آلية للتعامل مع الصدمات النفسية وإساءة المعاملة أو الشعور بالوحدة.

               

              ارتباط أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف بالاضطرابات النفسية

              تنتشر أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف أو أحلام المفرطة مع العديد من الاضطرابات النفسية، منها:

                • اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه (ADHD).
                • اضطرابات القلق.
                • أنواع محددة من الاكتئاب.
                • الاضطرابات الانفصامية.
                • اضطراب الوسواس القهري (OCD).
                • أنواع معينة من الإدمان، مثل إدمان السلوكيات.
                • القلق الاجتماعي.

                 

                أحلام اليقظة المفرطة والفصام

                في بعض الأحيان، قد يتم الخلط بين الأحلام المفرطة لدى الشخص والإصابة بالفصام، حيث أن الأعراض قد تتداخل، ولكن الفرق بينهما كما يلي:

                  • في أحلام الواقع المفرطة يدرك الشخص أن ما يراه ليس حقيقياً، وإنما هي تصورات وتخيلات.
                  • أما في حالة الفصام، فإن الشخص يظن أن ما يراه حقيقياً ولا مجال لديه للشك في الأمر.

                   

                  الاختلاف بين أحلام اليقظة المفرطة والمفيدة

                  بينما الأمر في كلا الحالتين لا يتجاوز التخيلات أو التصورات. ولكن أحلام المفرطة تختلف عن المفيدة بما يلي:

                    • الكثافة: تحصل أحلام المفرطة بشكل أكبر، وذات تفاصيل وشروحات أكثر.
                    • التعقيد: غالباً ما تكون الأحلام المفرطة لديها حبكات أو قصص معقدة، كما أن الشخص لديه شخصيات دائما ما يتخيلها.
                    • الفترة الزمنية: تستمر هذه الأحلام لفترات طويلة قد تستمر لساعات عدة في الكثير من الأوقات.
                    • تقصد الأمر: في الأحلام المفرطة، دائماً ما يتقصد الشخص الأمر، ويسعى إلى الغوص بأحلامه.
                    • الانفصال عن الواقع: خلال أحلام المفرطة ينفصل الشخص عن الواقع المحيط به بشكل كامل.

                     

                    علاج أحلام اليقظة المفرطة

                    على الرغم من أن هذه الأحلام المفرطة ليست اضطراباً مشخصاً، ولكن الخضوع للعلاج النفسي يساعد بشكل كبير في حل الاضطرابات المتعلقة بها مثل الصدمة النفسية. بالإضافة إلى زيادة اليقظة الذهنية لدى الشخص وارتباطه بالواقع، ويمكن اتباع عدة أساليب علاجية منها:

                    • العلاج المعرفي السلوكي.
                    • العلاج الجدلي السلوكي.
                    • العلاج بالقبول والالتزام.

                     

                    كلمة من عرب ثيرابي

                    يمكن لبعض أحلام اليقظة أن تصبح غير صحية ومضرة بالشخص، ففي بعض الحالات ينصح المختصون في عرب ثيرابي بعدم التردد باللجوء إلى العلاج النفسي المناسب، ومن ضمن هذه الحالات:

                    • الشعور بالضيق أو الضعف في الحياة الحقيقية نتيجة هذه الأحلام.
                    • عدم القدرة على العمل بشكل طبيعي.
                    • الشعور بالغضب عندما يقاطع الأخرين الشخص خلال أحلام اليقظة.
                    • عدم القدرة على التحكم بأحلام اليقظة للتركيز على الأشياء الأخرى.
                    • اللجوء إلى الموسيقى والأفلام أو الروايات من أجل تعزيز هذه الأحلام.