Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
ما هو فوبيا المرض؟

فوبيا المرض: تعرّف على الخوف المبالغ به من الإصابة بالأمراض

الجميع يخاف من الأمراض ولا يرغب الإصابة بها، ولكن الأشخاص الذين يعانون من فوبيا المرض، يخافون من الأمراض بطريقة تؤثر على حياتهم اليومية، ومدى تمكنهم من القيام بمهامهم، فما أسباب فوبيا المرض وكيف يتم علاجها.

 

فوبيا المرض (Nosophobia)

هي خوف الشخص الشديد من الإصابة بمرض معين، بحيث يبقى الشخص قلق بشأن صحته أو تعرضه للعدوى.

 

أعراض فوبيا المرض

كباقي أنواع الفوبيا، فإن فوبيا المرض يرافقها مجموعة من الأعراض الجسدية والسلوكية وفكرية، ومن هذه الأعراض:

الأعراض السلوكية والفكرية

يقوم الشخص بمراجعة العيادة الطبية بشكل متكرر ليطمئن على صحته، ولكن قد يظن أن الطبيب يخدعه في حال لم يجد أي أعراض تسبب مرضاً له، كما يمكن أن يقوم الشخص بالسلوكيات التالية:

    • يحاول الشخص تجنب التواجه في بعض الأماكن، بالإضافة إلى الابتعاد عن الآخرين خوفاً من الإصابة بالعدوى.
    • قيام الشخص بالتدقيق المستمر على جسده، للكشف عن أي أعراض جديدة قد تشير إلى وجود مرض.
    • قلق الشخص الشديد من الإصابة بالأمراض.
    • مراقبة الوظائف الطبيعة لأعضاء الجسم.
    • الربط بين أي عارض خفيف قد يعاني منه مع مرض خطير بشكل مباشر.
    • الإفراط في التحدث عن الحالة الصحية أو الأعراض التي يعاني منها الشخص أمام الآخرين.
    • التحقق بشكل دوري ومتكرر على العلامات الحيوية، مثل قياس ضغط الدم أو مراقبة درجة حرارة الجسم.
    • محاولة الشخص الاطمئنان على صحته من خلال آراء الآخرين.
    • الشك وعدم الارتياح من بعض الأمور الطبيعية التي تحدث مع الآخرين، مثل وجود غازات أو التعرق.

    يعتقد البعض أن خوفهم من الإصابة بالمرض سيدفع المعالجين إلى الشك فيهم ولا يطلبون العلاج، ولكن ذلك خاطئًا!

    الأعراض الجسدية

    تتعلق الأعراض الجسدية التي يشعر بها الشخص بنوبة الهلع التي قد يعاني منها عند تعرضه للمحفز، والتي تتضمن ما يلي:

      • ضيق في التنفس.
      • شعور الشخص بالدوخة أو الدوار.
      • اضطرابات في نمط النوم.
      • صعوبة التركيز، مما ينتج عنها قلة الإنتاجية.
      • رؤية الشخص للكوابيس الليلية.
      • تسارع ضربات القلب.
      • الشعور بالغثيان.
      • التعرق المفرط.

       

      أسباب فوبيا المرض

      يمكن للعديد من العوامل أن تؤثر في احتمالية إصابة الشخص بفوبيا المرض، ومن ضمن هذه العوامل:

        • التاريخ العائلي: حيث أن قلق أحد أفراد العائلة على صحته قد يزيد من احتمالية قلق شخص آخر من العائلة على صحته.
        • عدم اليقين من المشاعر: قد لا يكون الشخص على دراية بالشعور الطبيعي، أو لا يستطيع التفريق بينه وبين غير الطبيعي، لذلك فإن الأمر سيولد لديه قلق تجاه جميع المشاعر.
        • التجارب السابقة: يعتبر إصابة الشخص أو أحد أفراد عائلته بمرض خطير، من المواقف التي لا يمكنه نسيانها، مما ينتج عنها القلق الدائم من الشعور بها مرة أخرى.
        • الاضطرابات النفسية الأخرى: الأشخاص المصابين بالقلق أو الاكتئاب أو الوسواس القهري، هم من أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بفوبيا المرض.
        • وسائل الإعلام: إن الاستماع للأخبار الصحية وما يتم تناقله عن الأمراض يحفز الشخص للقلق على صحته.
        • طلبة الطب: إن القراءة المستفيضة عن مرض معين قد تزيد من احتمالية الشخص الخوف من الإصابة به.
        • الأوبئة: قد يساعد تفشي الأمراض عالمياً في زيادة خوف الشخص على صحته، وقلقه المستمر من الإصابة بالأمراض.

        زاد عدد الأشخاص الذين يعانون من رهاب المرض في السنوات الأخيرة بسبب المخاوف المتزايدة بشأن الإصابة بمرض كوفيد 19.

         

        اختلاف فوبيا المرض عن المراق

        يتم الخلط كثيراً بين الإصابة بفوبيا المرض وبين المراق (اضطراب القلق المرضي)، ولكن الفرق بين الحالتين يمكن توضيحه كتالي:

          • المرض: في حالة فوبيا المرض يكون القلق من الإصابة بمرض محدد، أما في المراق فيكون الخوف من الإصابة بأي مرض كان.
          • الأعراض: في المراق يشعر الشخص بالقلق من الأعراض البسيطة التي يعاني منها، أما في فوبيا المرض فإن الشخص يقلق من احتمالية التعرض لهذه الأعراض.
          • الحصول على الطمأنينة: يحتاج الشخص المصاب بالمراق إلى الطمأنة على صحته بشكل مستمر من المقربين، أما في فوبيا المرض يحاول الشخص غالباً تجنب الحديث عن الأمر.

           

          عوامل الخطر للإصابة بفوبيا المرض

          غالباً ما يكون طلبة الطب هم أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا النوع من الفوبيا، لذلك يطلق عليه مرض طالب الطب، إلا أن العوامل التالية قد تكون عوامل خطر إضافية لهذه المخاوف:

            • مشاهدة العديد من البرامج أو الأخبار المتعلقة بمرض محدد ومخاطر الإصابة به.
            • في حال عانى الشخص من مرض مزمن أو خطير في الماضي.
            • العمل في البيئات التي يتواجد بها الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الأمراض الخطيرة.

             

            علاج فوبيا المرض

            يوفر العلاج النفسي والدوائي حلاً فعّالاً للشخص في حالة رهاب المرض، حيث يمكن أن تشتمل الخطة العلاجية على:

            العلاج المعرفي السلوكي CBT

            يساعد العلاج المعرفي السلوكي الشخص في فهم الأسباب الكامنة وراء القلق على صحته والخوف من الأمراض، وكيف ترتبط هذه الأفكار بمشاعره أو سلوكياته التي يمارسها، وكيفية تغيير هذه الأفكار.

            العلاج بالتعرض Exposure Therapy

            قبل قيام الأخصائي النفسي بعريض المريض للمحفزات، يقوم بتعليمه تقنيات الاسترخاء الأكثر ملائمة، ثم يعرضه لقصص وأخبار متنوعة عن الأمراض وتفشيها.

            العلاج بالتنويم المغناطيسي Hypnotherapy

            باستخدام أساليب الاسترخاء الموجهة، يمكن للأخصائي النفسي أن يغير للمريض أفكاره أو تصوراته عن الصحة والأمراض.

            العلاج الدوائي

            في أغلب الأحيان، لا يحتاج وضع المريض إلى العلاج الدوائي، ولكن قد يكون مناسب في بعض الحالات وصف مجموعة من الأدوية للتقليل من الأعراض المصاحبة للرهاب، ومن هذه الأدوية:

              • حاصرات بيتا والتي تقلق الأعراض الجسدية الناتجة عن القلق، مثل تنظيم ضربات القلب ويمنع ارتفاع ضغط الدم.
              • البنزوديازيبينات، وهي من المهدئات ذات التأثير على أعراض القلق، إلا أن هذه الأدوية لا يمكن استخدامها لفترة طويلة، بسبب قابلية الشخص للإدمان عليها.
              • مضادات الاكتئاب المتنوعة.

               

              علاقة فوبيا المرض بسايبركوندريا

              يتم الربط بين فوبيا المرض والسايبركوندريا، حيث تحدث الأخيرة نتيجة بحث الشخص المتواصل على مواقع الإنترنت عن الأمراض أو أعراضها، مما ينتج عنه مخاوف تؤثر على سير حياته اليومية.

               

              ارتباط فوبيا المرض بأنواع الفوبيا الأخرى

              يلاحظ في بعض الأحيان إصابة الشخص بنوع أخرى من الفوبيا ترتبط بمحفزات الفوبيا الأصلية التي يعاني منها، لذلك قد يصاب الشخص بإحدى الأنواع التالية خلال إصابته بفوبيا المرض:

                • الخوف من السرطان (Carcinophobia).
                • الخوف من أمراض القلب أو النوبة القلبية (Cardiophobia).
                • الإصابة برهاب الجلد (Dermatophobia).
                • فوبيا الدم (Hemophobia).
                • فوبيا الدواء (Pharmacophobia).
                • الخوف من الموت (Thanatophobia).
                • الخوف من الإبر (Trypanophobia).

                 

                كلمة من عرب ثيرابي

                قد تؤثر فوبيا المرض على الشخص بشكل كبير، حيث تنعكس سلباً على حياته ونشاطاته اليومية. فإن كان لا يستطيع ممارسة الحياة اليومية بالشكل الطبيعي فلا بد من الحصول على المساعدة المتخصصة. كما أن الأخصائيين النفسيين في عرب ثيرابي يفضلون الحصول على الاستشارة النفسية المتخصصة في الحالات التالية:

                • حدوث نوبات ذعر.
                • القلق المستمر الذي يتعارض مع النشاطات اليومية والنوم.
                • حدوث علامات الاكتئاب.
                • الادمان على الكحول أو المخدرات.