Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
مرض اضطراب الهوية التفارقي

اضطراب الهوية التفارقي (تعدد الشخصيات)

نراها غالباً في المسلسلات، ولكن هي واقع قد يعيشه بعض الأشخاص، حيث أن مرض اضطراب الهوية التفارقي يشكل مشكلة لمن يعاني منه، فما هو اضطراب الهوية التفارقي، وما هي أعراضه؟ 

 

مرض اضطراب الهوية التفارقي

اضطراب الهوية التفارقي (DID) أو اضطراب تعدد الشخصيات من الاضطرابات الانفصامية. هو اضطراب نفسي شديد، يعاني الشخص فيه من وجود شخصيتين أو أكثر، بحيث تتمتع كل شخصية بسماتها الخاصة والتحكم بالشخص بأوقات منفصلة.

 

أعراض مرض اضطراب الهوية التفارقي

تتميز الإصابة بمرض تعدد الشخصيات بالأعراض التالية:

  • عدم قدرة الشخص على تذكر أجزاء كبيرة من ذكريات طفولته.
  • الشكوى من الأحداث غير المبررة وعدم القدرة على إدراك تفاصيلها، مثل عدم تذكر متى تم شراء قطعة محددة من الملابس.
  • فقدان الذاكرة على شكل نوبات متكررة.
  • وجود ومضات من الذكريات المؤلمة بشكل مفاجئ.
  • نوبات من الشعور بالانفصال عن الجسد أو الأفكار.
  • نوبات من الهلوسة أو الأوهام.
  • محاولات الانتحار أو إيذاء النفس.
  • الاختلاف في شكل الكتابة اليدوية في بعض الأوقات.
  • اختلافات في مستويات الأداء، والتقلب بين المستوى المتميز إلى الضعيف من وقت إلى آخر.
  • الإصابة بالاكتئاب  أو التقلبات المزاجية المتكررة.
  • الشعور بالقلق والعصبية ونوبة الهلع والرهاب والارتباك.
  • الإصابة باضطرابات الأكل.
  • مشكلات النوم المختلفة.
  • الشكوى من الصداع أو آلام متنوعة في الجسد.
  • العجز الجنسي بكل أشكاله.
  • تناول الكحول والمخدرات.

 

أسباب مرض اضطراب الهوية التفارقي

غالباً ما يكون السبب وراء الإصابة بمرض اضطراب الهوية التفارقي منذ مرحلة الطفولة، حيث يمكن أن يكون:

  • صدمة قوية في الطفولة: والتي قد تشمل عادة اعتداء جنسي أو جسدي على الطفل، حيث يرتبط هذا الاضطراب مع الذكريات المؤلمة للشخص.
  • إهمال الطفل: قد يتسبب إهمال الأهل للطفل وعدم رعايته بشكل المناسب إلى تطور الحالة النفسية لديه.
  • الحوادث خلال مرحلة المراهقة: منها الحروب أو الصدمات القوية أو الكوارث الطبيعية.
  • اختلاف في تركيبة الدماغ: وجد العلماء أن حجم مناطق معين من أدمغة المصابين بهذا الاضطراب تبدو أصغر مما هو مألوف، إلا أن الدراسات لم تثبت النتيجة الحتمية في الأمر.
اضطراب الهوية التفارقي عادةً ما يكون نتيجة الاعتداء الجنسي أو الجسدي أثناء الطفولة.
 

آلية عمل مرض اضطراب الهوية التفارقي

عند تعرض الشخص لحدث صادم، يقوم بفصل ذاته عن شخصيته إلى ذوات كثيرة والنظر إلى ما يحدث وكأنه يحدث لشخص آخر، وبالتالي لا يسمح بوصول ذكرى هذا الحدث إلى ذاكرته بشكل كامل، وبذلك يكون الشخص قد طور آلية للهروب من الموقف.

 

سيطرة الشخصيات في مرض اضطراب الهوية التفارقي

تقوم الشخصيات المختلفة التي تسيطر على الشخص المصاب بهذا الاضطراب بالتحكم فيه من خلال عدة أوجه، بحيث:

  • وجود أنماط تفكير متعددة أو ارتباطات في البيئة المحيطة بأشكال مختلفة لكل شخصية من الشخصيات.
  • قد تكون عمر كل شخصية وجنسيتها مختلفة عن الأخرى.
  • في بعض الأحيان وجود شخصية مضيفة، وهي الشخصية الرئيسية والتي غالباً ما تكون الأقرب لشخصية الشخص المريض الأصلية.
  • قد تتعارض التجارب أو الذكريات الخاصة بكل شخصية مع الذكريات الخاصة بالشخصية الأخرى.
  • لا يمكن السيطرة على الوقت الذي تتبدل فيه الشخصيات المختلفة.
  • في بعض الحالات لا تتذكر إحدى الشخصيات ما يحصل مع الشخصية الأخرى.

يعتبر من أشد أنواع الاضطرابات الفصامية خطورة.

 

تشخيص مرض اضطراب الهوية التفارقي

يحتاج تشخيص هذا الاضطراب إلى الوقت الكافي، حيث انه يتشابه مع اضطراب الشخصية الحدية، أو يمكن أن يشخص الطفل باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، إلا أنه يوجد معايير لتشخيص الاضطراب في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، وهي:

  • وجود شخصيتين أو أكثر بشكل دائم ولها ارتباطات في الواقع أو البيئة.
  • حدوث فقدان للذاكرة وفجوات في تذكر الأحداث اليومية أو المعلومات الهامة والذكريات المؤلمة.
  • شعور الشخص بالاضطراب أو وجود مشكلات في جوانب الحياة اليومية.
  • لا يؤثر الاضطراب على المعتقدات الدينية أو الثقافية.
  • لا علاقة للاضطراب بالتأثيرات الفسيولوجية الناتجة عن بعض المواد كالمخدرات أو عن حالة طبية. 

 

علاج مرض اضطراب الهوية التفارقي

لا بد من العلاج عند طبيب نفسي متخصص بالحالات الانفصامية، حيث أن المريض لن يلجأ للعلاج دون أن تعود إليه ذكريات الموقف الصادم الذي تعرض له أثناء طفولته، وقد تتضمن الخطة العلاجية:

العلاج النفسي

والذي يستمر في معظم الحالات حوالي 4 سنوات متواصلة، لذلك لا بد أن يكون المريض مستعداً للعلاج بالشكل الكامل، ويمثل العلاج الفردي أفضل الطرق العلاجية ليتمكن المعالج من:

  • البحث والكشف عن جميع جوانب الشخصيات المتعددة.
  • دمج جميع الشخصيات التي تشكل الحالة الانفصامية في شخصية واحدة.
  • معالجة الذكريات المؤلمة.
  • ترسيخ الشخصية المدمجة وتأكيد وجودها.

علاج مرض اضطراب الهوية التفارقي العائلي

على الرغم من أن هذا النوع من العلاج قد يبطئ تقدم العلاج، ولكن ضروري لتثقيف أفراد العائلة وفهم التغييرات الممكن حدوثها أثناء مرحلة دمج الشخصية ومعرفة الأعراض المتكررة.

 علاج مرض اضطراب الهوية التفارقي الجماعي

من الممكن أن تكون نتائج العلاج الجماعي جيدة، شريطة أن تكون جميع الحالات الموجودة في جلسات العلاج يعانون من مرض اضطراب الهوية التفارقي.

علاج مرض اضطراب الهوية التفارقي الدوائي

لا يوجد دواء محدد لهذا الاضطراب إلا أن بعض أدوية الاكتئاب والقلق تعمل على تقليل التوتر والقلق الذي يشعر به الشخص المريض وعلاج الاضطرابات المزاجية التي يعاني منها.

علاج مرض اضطراب الهوية التفارقي بالتنويم المغناطيسي (Hypnosis)

يمكن أن يشكل استخدام التنويم المغناطيسي تقدم ملحوظ عند استخدامه مع العلاج النفسي، حيث أنه يعمل على:

  • تسهيل عملية الوصول إلى الذكريات المكبوتة، والتي لا يمكن أن يصل إليها المريض بسهولة.
  • التحكم بالسلوكيات غير المرغوبة.
  • المساعدة في عملية دمج الشخصيات.

علاج الاضطرابات الأخرى

عندما يعاني الشخص المريض من اضطرابات نفسية أخرى، لا بد من علاجها، لما لها من تأثير على الحالة النفسية، مثل العلاج من الاكتئاب والقلق.

العلاج بالفن

يمكن من خلال اتباع الأساليب الفنية أو الموسيقية والحركية التوصل إلى ذكريات قام المريض بالإغلاق عليه، مما يساعد في علاج الأمور المتعلقة بالصدمة والعمل على دمج الشخصيات.

 

المشكلات المرتبطة بمرض اضطراب الهوية التفارقي

في معظم الحالات يعاني الشخص المصاب باضطراب تعدد الشخصيات من عدة أمراض أو مشكلات نفسية أخرى، منها:

  • الاكتئاب.
  • التقلبات المزاجية.
  • الميول الانتحارية.
  • اضطرابات النوم.
  • اضطرابات الأكل.
  • نوبة الهلع.
  • إدمان المخدرات أو الكحول.
  • الوسواس القهري.
  • أعراض مشابهة للذهان.
  • اضطراب الشخصية الحدية.
  • مشكلات جنسية.

بعض الأبحاث تشير إلى أن ما يصل إلى 1.5% من عينات المجتمع مصابة باضطراب الهوية التفارقي.

 

كلمة من عرب ثيرابي

إن التعامل من أحد المقربين المصابين بهذا الاضطراب يعد أمراً في غاية الصعوبة. إلا أن الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي يرون أن التعرف بشكل أفضل على الاضطراب وأعراضه يجعل التعامل أسهل ويمكن المحيطين من المساعدة. كما يمكن أن القيام بما يلي:

  • عرض مشاركة حصور الجلسات العلاجية مع المريض.
  • البقاء هادئاً قدر الإمكان عند ملاحظة تغيرات سلوكية مفاجئة لدى المريض.