Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
مرض الفصام: سببه وعلاجه

مرض الفصام: سببه وعلاجه

تظهر أعراض مرض الفصام لدى الرجال في أواخر سن المراهقة وحتى أوائل العشرينات، بينما عند النساء يظهر الفصام في أوائل العشرينات والثلاثينات من العمر، وتبدأ أعراضه بالانسحاب الاجتماعي، وصعوبة في التركيز، ومشاكل النوم، ولكن ما هو مرض الفصام سببه وعلاجه؟ هذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في هذا المقال.

 

مرض الفصام

الفصام على عكس الشائع عنه ليس تعدد في الشخصيات بل هو اضطراب عقلي مزمن وشديد يؤثر على طريقة تفكير الشخص أو تصرفاته. والطريقة التي يعبر بها عن مشاعره، ويدرك بها الواقع الذي يعيش به، والطريقة التي يرتبط بها مع الآخرين.

يؤثر الفصام على ما يقارب 1 من كل 300 شخص (بنسبة 0.32٪) في جميع أنحاء العالم.

 

أسباب مرض الفصام 

أسباب الفصام لا زالت غير معروفة حتى الآن، ولكن يوجد بعض العوامل التي تزيد من مخاطر إصابة الشخص في الفصام، ومن أسباب الفصام:

الجينات

يميل الفصام للانتشار في العائلات بسبب عامل الوراثة؛ إذ يمكن أن ينتقل عبر الجينات بين أفراد العائلة الوحدة، ولا يعتقد أن هناك جينًا واحدًا مسؤولًا عن حمل مرض الفصام، وذلك يعني أنه لا يوجد جين محدد إذا امتلكه الشخص يعني أنه سوف يصاب بالفصام.

الدماغ

أظهرت الدراسات التي تم إجراؤها على مرضى الفصام أن هناك اختلافات طفيفة في بنية أدمغتهم مقارنةً بالأشخاص العاديين. كما أنها لا تظهر عند كل شخص مصاب بالفصام، وقد تظهر عند أشخاص سليمين، ولكن الفكرة هنا أن الفصام قد يكون اضطرابًا في الدماغ.

الناقلات العصبية

الناقلات العصبية عبارة عن مواد كيميائية تنقل الرسائل بين خلايا الدماغ، ويعتقد بوجود علاقة بينها وبين الفصام لأن الادوية التي تغير مستويات الناقلات العصبية تساعد على تخفيف أعراض مرض الفصام. ولذا من المتوقع أن تكون سببًا للفصام ينتج عن تغيير في مستوى الدوبامين أو السيروتونين.

مضاعفات الحمل والولادة

تنص بعض الأبحاث على أن الأشخاص الذين واجهوا مصاعب أثناء ولادتهم أو خلال الحمل بهم تزيد مخاطر إصابتهم في الفصام؛ حيث يكون لها تأثير على نمو الدماغ، ومن هذه المضاعفات:

  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • الولادة المبكرة.
  • نقص الأكسجين أو الاختناق أثناء الولادة.

الضغط العصبي

من أسباب مرض الفصام لعوامل نفسية هو التعرض للضغط العصبي بسبب أحداث الحياة المجهدة، ولكن هذه الأحداث لوحدها لا يمكن أن تسبب مرض الفصام بل تعمل على تطوره، ومن الأمثلة عليها:

  • فقدان الوظيفة أو المنزل.
  • الطلاق.
  • انتهاء علاقة.
  • الاعتداء الجنسي، أو الجسدي، أو العاطفي.

تعاطي المخدرات

إساءة استخدام العقاقير التي تسبب الإدمان تزيد من مخاطر تعرض الشخص للإصابة بالفصام والأمراض المشابهة لك، وذلك مثل تعاطي القنب، أو الكوكايين، أو الأمفيتامينات. وبشكلٍ خاص إذا كان يتم تعاطيها في مراحل الطفولة أو المراهقة.

صدمات الطفولة

من أسباب الفصام التعرض لصدمات في مرحلة الطفولة؛ حيث يعاني بعض المصابين بالفصام من هلوسات تتعلق بسوء المعاملة أو الإهمال الذي تعرضوا له بالطفولة. كما أن التجارب الصادمة تزيد من احتمالية إصابتهم بالفصام وذلك مثل موت أحد المقربين، أو طلاق الوالدين.

الفصام عادةً ما يظهر لأول مرة في سنوات المراهقة أو أوائل العشرينات.

 

علاج مرض الفصام 

يُمكن علاج مرض الفصام بالعديد من الطرق، وأبرزها:

الأدوية

يتم استخدام نوعان من الأدوية في علاج مرض الفصام، وهي:

  • مضادات الذهان النمطية: تعرف أيضًا باسم مضادات الذهان من الجيل الأول، وتعمل على منع العقل من استخدام الدوبامين، وهي المادة الكيميائية التي يستخدمها الدماغ للتواصل من خلية إلى أخرى.
  • مضادات الذهان غير النمطية: تعرف باسم مضادات الذهان من الجيل الثاني، وتعمل على منع العقل من استخدام الدوبامين والسيروتونين، وكلاهما لهما نفس الوظيفة.

كلوزابين هو الدواء الوحيد المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الفصام المقاوم للعلاجات الأخرى.

العلاج النفسي

تساعد طرق العلاج النفسي المختلفة في علاج مرض الفصام، ومن هذه الطرق:

  • المعرفي السلوكي: الذي يساعد مرضى الفصام في التعامل مع حالتهم المرضية، وتعلم الطرق الأفضل للتعامل معها.
  • العلاج المعرفي المعزز: من أحدث علاجات الفصام، حيث يعتمد على المجموعات، ويعمل على تحسين المرونة العصبية والوظائف الإدراكية.
  • القبول والالتزام: اعتماداً على اليقظة الذهينة يمكن التقليل من أعراض الاكتئاب والقلق والهلاوس المرافقة للفصام.
  • علاجات أخرى: مثل العلاج بالدراما والعلاج بالفن، مع ضرورة الالتزام بالخطة العلاجية.

العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)

إذا ما تم تجربة العلاج بالأدوية ولم تنجح مع مريض الفصام، وكان معرضًا لخطر إيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين يمكن اللجوء للعلاج بالصدمة الكهربائية. ويتم خلاله تمرير تيار كهربائي في الرأس لمدة قصيرة لتحفيز أجزاء معينة من الدماغ، والتي بدورها تساعد في تحسين وظائف المخ.

 

نصائح للتعامل مع مرض الفصام

من أهم النصائح للتعامل مع مرض الفصام:

الحصول على العلاج والمساعدة الذاتية

تزداد فرص الشفاء من الفصام كلما تم الحصول على العلاج بوقت أبكر على يد أخصائي متمكن، ولذلك ينصح بالحصول على علاج مع المساعدة الذاتية، وذلك حسب الآتي:

  • الحصول على علاج نفسي وطبي مهم للغاية للتخلص من الفصام، ولذلك يجب الحرص على الحصول عليهم معًا.
  • تثقيف النفس جيدًا حول المرض.
  • التواصل مع الأطباء والمعالجين باستمرار.
  • تقبّل التشخيص والعمل على علاجه.
  • الالتزام جيدًا في الأدوية والعلاج أيًا كان نوعه حتى تكون نتائجه فعالة.
  • وضع أهداف للحياة والعمل عليها.

النشاط

النشاط مهم للغاية عند التعامل مع مرض الفصام؛ حيث أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تُساعد في السيطرة على أعراض الفصام والتخفيف منها. وذلك من خلال ممارسة أي تمرين رياضي يستمتع الشخص به لمدة 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع، وذلك مثل المشي أو الجري، والسباحة، والرقص.

الحصول على الدعم

التواصل مع الآخرين وجهًا لوجه أمرًا ضروريًا لتقليل التوتر وتهدئة الجهاز العصبي، ويُمكن الحصول على الدعم بأحد الطرق التالية:

  • التواجد بالقرب من الأصدقاء أو أفراد الأسرة المقربين.
  • المحافظة على التواصل مع العالم الخارجي من خلال الذهاب إلى الدراسة أو العمل.
  • ممارسة مهارات وهوايات جديدة، والتعرف على أشخاص جدد.
  • الانضمام إلى مجموعات دعم الفصام، أو أي مجموعات محلية تساعد الشخص في الحصول على الدعم.

تقليل التوتر

التعايش مع مرض الفصام لن يكون سهلًا، وسوف يسبب الكثير من التوتر والضغط العصبي لصاحبه، ولذلك يجب تقليل التوتر حتى لا يسيطر على الشخص، وذلك من خلال الآتي:

  • الحصول على الراحة عند التعب، وعدم تحميل النفس فوق طاقتها.
  • ممارسة تمارين التأمل أو اليقظة الذهنية، والتنفس، وتمارين الاسترخاء.
  • تفهم العواطف غير السارة التي يشعر بها الشخص، وتقبلها، ومن ثم البحث عن الطريقة الأفضل للتعامل معها.

الاعتناء بالنفس

يُمكن للاعتناء بالنفس والاهتمام بها أن يغير الطريقة التي يشعر بها مريض الفصام، وينصح بالآتي:

  • الحصول على قسط كاف من النوم.
  • تقليل تناول السكر أو الكافيين.
  • تجنب تناول الكحول أو المخدرات.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

 

متى يجب الحصول على المساعدة

لا يدرك أغلب الأشخاص إصابتهم في الفصام، ولذلك عند ملاحظة أي من الأعراض التالية يجب الذهاب إلى الطبيب والحصول على المساعدة:

  • الانشغال كثيرًا في شيء ما.
  • التحدث والكتابة بسرعة كبيرة للغاية، أو بطيئة للغاية.
  • التشوش العقلي أو صعوبة الكلام.
  • الانسحاب من الأنشطة العادية.
  • الغضب أو العدوانية.
  • مواجهة مشاكل في النوم.
  • النشاط المفرط والتصرف بتهور.
  • الضحك أو البكاء بشكل غير لائق.
  • فقدان القدرة في التعبير عن السعادة.
  • قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية.
  • مواجهة الاكتئاب أو القلق.

 

كلمة من عرب ثيرابي

لا يمكن إهمال دور العلاج النفسي في حالات الفصام، فهو يركز على الكثير من الجوانب المهمة، حيث يرى الأخصائيون النفسيون في عرب ثيرابي أن أهميته تكمن في:

  • التركيز على بيئة التنشئة الخاصة بالمريض.
  • دلالات الأعراض الذهانية لديه.
  • التركيز على العلاقة ما بين المريض والمعالج النفسي.
  • العوامل المسببة للحالة.
  • الخطة العلاجية طويلة الأمد.