Doctorاحصل على استشارة نفسية أونلاين
هل عصبية الأطفال وراثية؟

عصبية الأطفال: هل هي وراثية أم سلوك مكتسب؟

غالبًا ما تكون عصبية الأطفال وراثية؛ حيث أن الغضب ينتقل بين العائلات، ولكن معظم الخبراء على اتفاق أن الغضب سلوك مكتسب في حال لم يكن ناتج عن أمراض أو اضطرابات نفسية. إذًا، ما هي الحالات التي تكون بها عصبية الأطفال مكتسبة ومتى تكون وراثية؟ هذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في هذا المقال

 

هل عصبية الأطفال وراثية؟

في حين أن الجينات والوراثة ليست واضحة تمامًا إذا ما كانت عصبية الأطفال وراثية، ولكن يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في سلوك الغضب عند الأطفال والناضجين، وبشكل خاص إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة في الأمراض النفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب.

اعرف المزيد: ما أسباب العصبية عند الأطفال؟

 

هل عصبية الأطفال مكتسبة؟ 

يميل أغلب الخبراء والباحثين إلى أن عصبية الطفل سلوك مكتسب وليس وراثي؛ لأن الأسرة هي من تعلّم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره المختلفة مثل السعادة، والحزن، والغضب. وفي حال لم يعبر الأهل عن مشاعر الغضب بطريقة صحيحة، سوف يكتسب الطفل نفس السلوكيات.

في أغلب الحالات يكون سلوك الغضب عند الأطفال مكتسبًا من البالغين حولهم.

 

اكتساب سلوك عصبية الأطفال

في أغلب الأحيان يتم اكتساب عصبية الأطفال من الأهل أو مقدمي الرعاية، وذلك من خلال:

النمذجة (القدوة) 

عندما يلاحظ الطفل سلوك ما عند الأهل أو مقدمي الرعاية سوف يقوم في تقليد هذا السلوك، والأمر ينطبق على الغضب والعصبية، لذا في حال كان أحد الأهل يتصف بالعصبية قد يكون هو السبب في عصبية أطفاله.

التعزيز

من أساليب التربية الخاطئة التي يعتمدها الأهل في التعامل مع عصبية الأطفال هي منح الطفل ما يرغب به عندما يبدأ بالغضب والتصرف بعصبية، والذي يعتبره الطفل نوعًا من التعزيز الذي يدل على أن سلوكه صحيحًا، وقد ينشأ هذا الاعتقاد مع الشخص حتى ينضج ويكبر.

تكرار أساليب التربية

في حال نشأ الشخص في عائلة تتسم في صفات الغضب أو سلوكيات الغضب تزيد احتمالات أن يكتسب هذا السلوك، وأن يقوم في تربية أبنائه بنفس الأسلوب لأن هذا ما يعرفه، وبالتالي ينتقل الغضب بين الأجيال، وهو ما قد يجعل البعض يعتقد أن العصبية وراثية.

الغضب على الطفل

عند التعبير عن الغضب بشكل مباشر للطفل يقوم الطفل في استيعاب المشاعر والاستجابة لها أكثر من الاستجابة للكلام والأفعال، وبالتالي عندما يتصرف الأهل في عصبية مع الطفل لارتكابه خطأ ما، سوف يكتسب العصبية ولن يتعلم أخطائه.

المشاعر السلبية

قد يعتقد الأهل عند شعورهم بالعصبية أنه تصرف سليم إرسال الأطفال بعيدًا للعب أو مشاهدة التلفاز، أو غيرها، ولكن ذلك يشجع الطفل على الانفصال، ويوصل له الكثير من المشاعر السلبية.

المشاكل العائلية

لا يحتاج الطفل لتلقي سوء المعاملة أو الغضب بشكل مباشر حتى يتأثر به؛ قد يتأثر به بسبب وجود مشاكل بين والديه، وذلك مثل:

  • غضب أحد الوالدين على الآخر.
  • كثرة المشاكل أو الصراعات بين الوالدين.
  • عدم التوافق بين الوالدين الذي يجعل علاقتهم متوترة، ولا يتحدثون جيدًا.

 

العوامل التي تؤثر في عصبية الأطفال

بالإضافة للعوامل الوراثية والتربية يوجد مجموعة من الأمور التي تؤثر على غضب الأطفال، ومنها:

نوع الشخصية

الطفل الذي يتمتع بشخصية حساسة ورقيقة يكون أكثر حساسية تجاه محفزات الغضب؛ لذا فإنه يتأثر في المحفزات أو يغضب بشكل أسرع بسبب نوع شخصيته.

يمكن أن يكون الاكتئاب والحزن والخوف والقلق ومجموعة من المشاعر الأخرى هي السبب الجذري للغضب.

مشاكل في تركيبة الدماغ

وجدت الأبحاث والدراسات أن الطفل الذي يظهر ميلًا للسلوكيات العدوانية أو الغضب قد تقلصت لديه أجزاء ووظائف الدماغ المسؤولة عن التحكم في العواطف.

غضب الأهل

غالبًا ما يُظهر الأهل تصرفات وسلوكيات غاضبة تجاه أطفالهم في حال لم يقم الأطفال في تحقيق توقعات الوالدين، وسلوكيات الغضب هذه قد تنتقل للطفل، أو تصيبه في الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، وغيرها من الاضطرابات والمصاعب.

قد يهمك: كيفية تربية الأطفال بدون عصبية

العلاقات مع مقدمي الرعاية

من الأمور التي قد تجعل الطفل يميل للسلوكيات العنيفة أو العصبية هي امتلاكه علاقة غير صحية وغير مستقرة مع مقدمي الرعاية؛ حيث أن تعرض الأطفال لسوء المعاملة يجعلهم أكثر عرضة للتوتر، ويواجهون مصاعب في التحكم في المشاعر أو التعبير عن مشاعره، ولذلك قد يميل الطفل للغضب والعنف.

الصحة الجسدية

تتطور بيولوجية الجسم في مرحلة الطفولة وحتى المراهقة، وفي حال تعرض الطفل للكثير من الضغط في هذه المرحلة يؤثر ذلك على نموه وصحته الجسدية، والتي بدورها قد تسبب له اضطرابات نفسية، وجميعها تؤثر على غضبه.

 

الوقاية من عصبية الأطفال المكتسبة

هناك بعض الأمور التي يمكن للأهل فعلها للتقليل من فرص اكتساب أطفالهم سلوكيات العصبية، ومنها:

  • بناء علاقة قوية مبنية على المحبة والتواصل بين الوالدين والأطفال.
  • أن يكون الأهل قدوة أخلاقية حسنة.
  • وضع توقعات أخلاقية عالية للأطفال، والتوقع منهم أن يكون الاحترام والاهتمام بالآخرين ضمن أولوياتهم.
  • توفير الفرص للأطفال لممارسة الرعاية والامتنان.
  • توسيع دائرة اهتمام الأطفال.
  • تعزيز قدرات الطفل على أن يكون مفكّر وله تأثير إيجابي في محيطه.
  • مساعدة الأطفال على تعلم مهارات إدارة المشاعر أو ضبط النفس بطريقة صحية.

 

كلمة من عرب ثيرابي

سواء كانت عصبية الطفل بسبب نمذجته إياها أو بسبب الوراثة، فإن معرفة كيفية التعامل مع المواقف يساعد في الحد من تناقل السلوكيات المتبعة في الأسرة. ويمكن ذلك من خلال اتباع الاستراتيجية المقدمة من الأخصائيين النفسيين في عرب ثيربي والتي تتضمن:

  • اتخاذ بعض الخطوات لتقليل الغضب مثل ممارسة نشاط مفيد أو تحدي النفس بعد الانفعال.
  • تعريف الطفل بالغضب وطرق التعامل الفعالة مع المشاعر السلبية.
  • تشجيعه على ممارسة الرياضة للتقليل من حدة المشاعر من خلال ممارستها معه.
  • اللجوء إلى العلاج النفسي الأسري للتمكن من التعامل مع المواقف الحياتية والعائلية.